في ركن قصي من الوطن.... تستيقظ مدينتي الطرفيه وعلى عتبات بوابة الوطن يتبرعم الأمل وتتفق أزاهير انتظارها لتباشير الصباح... تتكئ على إضاءات أمسها... وإرثها وحضورها في حضرة الوطن. ** في كل صباح تتعانق فيها الوجوه... المستوطنة والقادمة في صورة تزهو للمبصر... وتجسر بين البعد المكاني والبعد الاجتماعي في لوحة تتجانس فيها الألوان والخطوط. ** أهل مدينتي... ألفو أمكنتهم... يخطون في كل اتجاهات الجغرافيا... لكن نشاطهم لم يتوقف وركضهم لم يهن أو يفتر.. ** يطالعون حولهم يحاصرهم في خاصرتهم حضرة العقم... هذه النبتة الشمالية اعتادت أن تكون منبسطة لم تعتد الانقباض ولا الانطواء... مفاليها ومرابعها ومنابت عشبها ساكنة أهدابهم راسخة في أذهانهم وإن حال بينهم وبينها أكوام من التراب... ** جيران لسفوح الإخضرار حين يغازلها الوسمي وتتباهى بطلعها... يلتصقون بها كالتصاق الضلوع. ** أهلها يحبونها أكثر مني وإن كنت أحبها منذ الرضعة الأولى... منذ الخطوة الأولى... منذ الإبصار الأول. ** يحبونها يهيمون بها مثلما تلاطف أرضها نسمات الربيع... ومغازلة أشعة الشمس لأزاهير أرضها. رغم من يحاول العبث بمقدراتها ومطالبها وحاجياتها. ** قد أوسعوا مفاليها تجريفا .. وأسكنوها التصحر تحت العين . وجردوا الأرض من لباسها.... تركوها عارية من غطائها. ** أوسعناها حبا وأوسعوها جفاءً... ازددنا بها تمسكا وتجذرا... وأرادوا أن تكون.... ونحن لن نكون. ** قد بات الأمر غريبا.... مثلما بتنا نحن الغرباء.... الملح في أجسادنا لم يعد وثيقة إثبات لنا.... ولا الباسقات تغني عن شهود....ولا الخطوات على أكامها.. ولا النقش على الجدران.... ** تسكننا وإن مالت الأمور لكفة أو رجحت تلك الكفة... ستبقى تلك الوجوة حاضرة... سنبقى منقوعين وسط هذا الماء المالح... وإن جفت العيون التي كانت تسقي الممالح... سنبقى وإن حاصرتنا العيون... وسلمنا مظاريف مليئة بالأسئلة وإن حوصرت من كل الاتجاهات.... وكأننا مشاع... أو مستباح فينا كل شيء لمن قدم أو رحل...