رغم تكوّن «رَبَط» من ثلاثة أحرف فقط إلا أنها تكون جزءاً أساسيًا من اليوم.. من الأسبوع... من السنة. نحن بسبب «الربط» نعرف الأشياء من حولنا.. نصنفها بتصنيفات عديدة، نقرأ تلك الكلمة في كثير من شاشات أجهزتنا، وحتى في صفحات كتبنا الدراسية العلمية! تُشتد تلك الرابطة تارة وتضعف تارةً أخرى، من أصغر شيء في هذه الحياة إلى أكبر شيء. «الذرات تجمعها رابطة وإن تعددت أنواعها.. الجبال وإن كبر حجمها إلا أنها تترابط فيما بينها لتكون سلسلة جبلية وإن قصُرت، حتى في الحياة الإلكترونية هناك روابط كثيرة تقودنا لصفحات متعددة متعلقة بالصفحة التي كنا بها». لنأتي للبشر! لنأتي لنا! أنا هنا جالسة أمام الشاشة، تربطني بها - الشاشة - أفكاري التي أراها جديرة بالكتابة، يربطني حبي للكتابة بالكتابة، ويربطني ميولي بذلك الحب. حياتك مترابطة بكل شيء حولك، الحب والكره يربطك بالأشياء والبشر، وإن رأيت في عزلتك الراحة! لديك رابطة الأخ، الأخت، الأم، والأب الصديق/ ة، الزميل/ ة، المعلم/ ة.. أيّا يكُن غرفتك، بيتك، مدرستك، عملك، مدينتك، كلها مناطق يربطك بها حبك لها أو حتى كرهك لها. حسنًا، ماذا لو اقتدينا بالذرات؟ لنكون ذرات بشرية! هناك بشر يتشابهون في أي جانب كان.. فهم يساهمون للهدف نفسه، يفرغون جميع طاقاتهم لتحقيق ذلك الغرض - بشر تساهمي-. وهناك بشر مع اختلافهم الشديد إلا أنهم يكملون بعضهم بطريقة ما، وكأن بينهم شيءٌ تكافلي - بشر أيوني-. مهما كان بينك وبين والديك.. أخوتك.. أو أصدقائك، لتجعل روابطك جميعها نقية بقدر المستطاع! حتى مع الجمادات، حاول أن تكون ذرة بشرية تسعى طوال الوقت لتكون رابطة نقية.. حب نقي.. كره نقي من غير حقد أو حسد! أهمية الروابط كبيرة، فهي تحدد من ماذا نتكوّن؟ وما هي كميتنا؟