عبّر جلالة الملك خوان كارلوس ملك مملكة إسبانيا عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على الحفاوة وطيب الاستقبال الذي لقيه من حكومة المملكة العربية السعودية. وقال الملك خوان كارلوس: إن هذه البلاد وسكانها يعيشون في قلبي، داعيًا إلى شراكات اقتصادية واستثمارية فاعلة مع القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية تسهم في دفع عجلة التعاون وتترجم التعاون الوثيق الذي يجمع البلدين على جميع الأصعدة.وعبر ملك إسبانيا خلال لقائه رجال الأعمال السعوديين والإسبانيين بالغرفة التجارية الصناعية بجدة مساء أمس عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من المشروعات المشتركة والمبادرات الثنائية، موضحًا أن هناك وفدًا إسبانيًا كبيرًا من أصحاب الشركات الإسبانية يسعى لمد جسور التعاون مع القطاع الخاص بالمملكة في ظل ما تتميز به من وضع اقتصادي مستقر. ووصف المملكة بأنها من أكبر الدول اعتدالاً وهي مؤثرة في مجموعة العشرين، وقال: «هذا سيسهم في الاستقرار الدولي»، مشيرًا إلى الاستثمار الأمثل للعلاقات الوثيقة بين البلدين التي ترتقي للأفضل وهناك تشجيع للشركات الإسبانية لزيادة استثماراتها في المملكة في مجالات رائدة، متطلعاً لمزيد من التطوير في الاستثمارات المشتركة. ونوّه الملك خوان كارلوس إلى التعاون الإستراتيجي بين المملكة وإسبانيا والمستقبل الواعد للمستثمرين في البلدين. من جهته، قدم معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة شكره لجلالة ملك إسبانيا على زيارته للمملكة العربية السعودية وحضوره اجتماع أصحاب الأعمال من كلا البلدين، وترؤسه وفد الرسميين وأصحاب الأعمال الإسبان، مشيراً إلى أن هذا التجمع يدل على أهمية العلاقات بين المملكتين. وعدّ معاليه في كلمة خلال اللقاء العلاقات السعودية الإسبانية بأنها ليست مجرد علاقة صداقة وتعاون واحترام متبادل، بل تعدت ذلك إلى الكثير من القواسم المشتركة والروابط الوثيقة التي تجاوزت المفهوم التقليدي لمعنى الصداقة عندما توثق ذلك بالزيارات المتبادلة على أعلى المستويات بالشراكات الإستراتيجية في مختلف المجالات. وكشف الدكتور الربيعة عن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، وفي مقدمتها الاتفاقية العامة للتعاون الاقتصادي والاستثماري والفني والتعاون في المجال الثقافي والتعليمي والمجال الجوي والمشاورات الثنائية السياسية وتشجيع وحماية الاستثمار بين المملكة وإسبانيا، وكذلك إنشاء صندوق البنى التحتية السعودي الإسباني برأسمال قدره مليار دولار لتمويل عدد من مشروعات البنية التحتية في المملكة إلى جانب اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين البلدين، بالإضافة إلى مذكرات التفاهم في المجالات الصحية ومجال السياحة. وأشار معالي وزير التجارة والصناعة إلى أن العلاقات بين المملكتين نمت نمواً ملحوظاً خلال الفترة الماضية وتطورت من خلال إقامة المشروعات العملاقة بين البلدين والمتمثلة في وجود الكثير من الشركات الإسبانية التي تعمل في المملكة في مجالات الخدمات والتقنية وسكك الحديد، منوهًا بحرص المملكة على دعم وتطوير علاقاتها التجارية من خلال المشاركة في المؤتمرات واللقاءات التي تقام في البلدين.وعبر عن أمله في أن تحقق هذه الزيارات أهدافها وبالأخص تعزيز التبادل التجاري وإيجاد بيئة فعالة لتشجيع القطاع الخاص في البلدين، مؤكدًا أن الصناعة السعودية وصلت إلى مرحلة متقدمة، وأن الاقتصاد السعودي سيصبح عام 2025م متنوعاً وفقاً للرؤية المستقبلية له من خلال قيادته للقطاع الخاص وتوفير فرص العمل المجزية، حيث قامت المملكة بخطوات عدة ومتسارعة لتعزيز مكانتها الاقتصادية. من جهته، أكد نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة مازن بن محمد بترجي أن هناك علاقات سياسية واقتصادية ضاربة في أعماق التاريخ بين المملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا. وقال: إننا في أعرق الغرف السعودية والخليجية (غرفة جدة) فخورون بهذه الزيارة التي تؤسس لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين أصحاب الأعمال في البلدين وتسهم في مد جسور التعاون بينهما في مختلف المجالات وتعمل دائماً على توفير الفرص الاستثمارية المشتركة.وأكد رئيس مجلس الأعمال السعودي الإسباني عبدالله بن يعقوب الرشيد أن القطاع الخاص في السعودية يعتز غاية الاعتزاز بالزيارة المهمة لجلالة ملك إسبانيا والوفد المرافق له مع أصحاب الأعمال السعوديين، حيث إنها فرصة طيبة لمناقشة القضايا الاقتصادية التي تهم البلدين الصديقين، مؤكداً أن العلاقات السعودية الإسبانية تمر هذه الأيام بأفضل مراحلها، وروح الصداقة والتعاون التي تسود هذه العلاقات على مستوى القيادتين والشعبين، ويمكن أن تكون مثالا يحتذى به في العلاقات الدولية. ونوّه معالي وزير الصناعة والطاقة والسياحة الإسباني مانويل سوريا بسعي البلدين لرفع التبادل التجاري واستشراف الفرص الاستثمارية، مهنئاً المملكة العربية السعودية بمضيها في تنفيذ مشروعات القطارات والسكك الحديدية. كما أشادت من جانبها معالي وزير الأشغال العامة الإسباني آنا باستور بالتنسيق لهذا اللقاء ممثلاً في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، الذي كان له بالغ الأثر في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيدة بدور مجلس الأعمال السعودي الإسباني في ترسيخ مفهوم الشراكة المجتمعة بين القطاع الخاص السعودي والإسباني. وقالت: إن السوق الإسباني حافل بالكثير من الفرص وعمليات التطوير التي تعبر عنها الشركات المختلفة الزائرة للمملكة التي تحمل الكثير من الخبرات في مشروعات البنية التحتية والمشجعة لدخول أصحاب الأعمال السعوديين للاستثمار فيها. من جانبه، أبرز معالي وزير التجارة بمملكة إسبانيا خاي فيث كارتيه التعاون الوثيق بين المملكة وإسبانيا، ممتدحاً الاستثمارات المشتركة التي شهدت تنوعاً ملحوظاً في مجال البنية الأساسية كالتعليم والتدريب، مما يعطي الفرصة في السعي لتنفيذ البرامج الطموحة. وأكد أن الاقتصاد في المملكة العربية السعودية يشار إليه بالبنان بفضل السياسة المحكمة والخطط الواثقة والمدروسة الذي يجعلها تسير في نمو مستمر، متوقعًا أن تصبح المملكة من الدول الصناعية الكبرى في ظل وجود الكثير من الفرص و المستثمرين السعوديين في إسبانيا ونظرائهم في المملكة.