لأنه لم يجد من يردعه، ولأنه وجد في الفيتو الروسي الصيني درعاً يقيه من غضب الأسرة الدولية، يواصل نظام بشار الأسد استفزازه واستهانته بردود الفعل الدولية بعد البدء في إجراء انتخابات الرئاسة في سوريا. باستثناء روسيا وإيران عدت الدول -تقريباً جميع الدول- إجراء الانتخابات السورية إهانة كبيرة للمجتمع الدولي، وجريمة جديدة ترتكب بحق السوريين الذين قتل منهم مئات الآلاف بسبب النظام نفسه، بطائراته المقاتلة وبراميله المتفجرة والغازات السامة، إضافة إلى الاستعانة بالميليشيات الإرهابية، مما تسبب في قتل مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء، وتشريد الملايين منهم، حيث بلغ عدد اللاجئين الفارين من سوريا أكثر من أربعة ملايين مواطن، فيما هجر ثمانية ملايين آخرين يهومون على وجوههم داخل سورية في مدن ومنازل غير تلك التي اعتادوا عليها. ومع أن نظام بشار الأسد لا يسيطر سوى على أقل من 35 بالمئة من الأراضي السورية، وسلطته لا تتعدى العاصمة دمشق ومدن الساحل السوري، إلا أنه يصر على إجراء انتخابات الرئاسة والإبقاء على من قاد قتل السوريين. من الناحية الحسابية لن يستطيع المشاركة في هذه الانتخابات المحسومة نتيجتها سلفاً، وهو إعادة بشار الأسد، سوى أقل من ثلث السوريين، وطبعاً لا يمكن أن يشاركوا جميعاً في هذه الانتخابات، أولاً لعدم قناعتهم وثانياً لعدم توفر الظروف الأمنية والسياسية والديمقراطية الصحيحة. إذن يقيناً لن تكون انتخابات شرعية التي ترفض جميع الدول الاعتراف بها سوى روسيا وإيران والصين التي لم تحدد موقفها النهائي. ومن أجل رفع عدد المشاركين في هذه الانتخابات الصورية، بدأت سفارات النظام تعطي مواعيد تجديد الوثائق السورية في يوم الانتخابات؛ لابتزاز المواطنين السوريين، حيث تقايضهم بالتصويت للرئيس القاتل مقابل تجديد الجواز الذي يعد الوثيقة الرسمية للمواطن السوري، والذي قد يضطر إلى الخضوع لإرادة القتلة. ولهذا قامت عدد من الدول المهمة بتسليم السفارات السورية للائتلاف الوطني السوري، هكذا فعلت الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا، وينتظر أن تحذو حذوهم الدول العربية وبالذات دول الخليج العربي؛ للتخفيف من معاناة السوريين المقيمين في تلك الدول، ولمنع ابتزازهم للتصويت للرئيس القاتل. ويعول السوريون جميعاً أن تقوم الدول جميعاً على سحب اعترافها بنظام بشار الأسد والاعتراف بالائتلاف الوطني السوري وتسليم السفارات ومقار البعثات السورية لممثل الشعب السوري الحقيقي، والإصرار على رفض هذه الانتخابات غير الشرعية.