فاصلة: (بالاشتغال بالحدادة يصبح المرء حداداً) - حكمة عالمية - سأكتب كثيراً عن النية لأننا مغيبون عن أثرها في حياتنا، ونردد حديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» فقط دون إدراك لخطورة المعنى، ونحصر أهمية النية فقط في العبادات بينما هي مفهوم عميق، فالنية تستخدم لتأديب العقل وتوجيه طاقته وتسخير أفكاره. الغرب أدرك أهمية النية ومركز صلاح الراشد ترجم كتاب تجربة النية للمؤلفة «لين ماكتاغريت». تعرفت على ذلك من خلال التحاقي بالدراسة عن بُعد في الأكاديمية الدولية للتنمية الذاتية، وهي خيار ممتاز لمن أراد الوعي وإدراك ذاته وما حوله. وأدركت بالفعل أن قبل كل سلوك أقوم به توجد نية لو توقفت وفكرت في نوعها - سلبية أو إيجابية -، لامتنعت عن سلوكيات عدة خلال يومي حتى وإن كانت في بساطة إرسال رسالة عبر هاتفي المحمول أو التصريح برأي ما، فالأمر ليس بسيطاً إنما هو كيف أتحكم في أفكاري ونواياي لأتحكم في حياتي، وكدليل بسيط فإنك لو تفرغت يوماً واحداً فقط أو ساعات لسؤال نفسك عن نيتك في تفاصيل يومك أنت، وسلوكياتك أنت من قول أو فعل لأدركت أهمية النية. في مقال ترجمته حصة الحشاش «للين ماكتاغريت» تقول: (عندما نفكر بأفكارنا، رغباتنا، أمنياتنا ونوايانا نعتقد بأنه شيء محبوس داخل أدمغتنا، النية القوية هي هدف محدد للوصول إلى نتيجة مرغوبة، من فهمنا للفيزياء الكمية نلاحظ بأن النية هي طاقة حقيقية وكل جزء فيها هو حقيقي.. الأبحاث العلمية الأخيرة أثبتت بأن كل فكرة نملكها هي طاقة محسوسة لها القدرة على تغيير جزئيات المادة المتعلقة بالنية). في الغرب درسوا النية علمياً وأثبتت البحوث العلمية أن النية تستخدم للتأثير على نظام المعيشة، ومساعدة الأشخاص في حياتهم الصحية، والتأثير على نمو النباتات، والتأثير حتى على وظيفة الدماغ. يوم الأحد سنتحدث عن الأبحاث العلمية التي تثبت أن نوايانا تؤثر فينا وفيمن حولنا.