تغير خطاب المالكي بعد اعلان النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية العراقية في الثلاثين من ابريل الماضي، وحينها شعر المالكي بأن حلم الولاية الثالثة أصبح عسيراً ولابد من تغيير خططه وعلاقاته السياسية العدوانية مع كافة الكتل والاحزاب المنافسة لكتلته دولة القانون التي يتزعمها، وبدأ التباعد بينه وبين زعماء الكتل الأخرى لدرجة تثبيت اداء القسم مكتوباً في برامجها المستقبلية بعدم التعاون مع المالكي وكتلته ومعارضة التجديد له بالولاية الثالثة ( وثيقة القسم لكتلة الكرامة وائتلاف العراق والوطنية) ويحاول الان مسك عصا الحكم الغليظة بطرفها اللين يلوح بالكرسي والدولار ويضغط بالطرف الآخر ويهدد بالتعذيب والتزوير، وبدأ اعوانه في إطلاق بالونات التجارب لتهيئة المواطنين نفسياً لتصديق عملية التزوير الانتخابي برفع عدد المقاعد المتوقعة لكتلة ( دولة القانون ) الى اكثر من مائة مقعد نيابي، والمتوقع حسب مراكز الاستطلاع الانتخابي لا تتعدى السبعين مقعداً، ويبشرون مؤيديهم باحتلالهم المرتبة الأولى مما يمهد ذلك الطريق لتشكيلهم وزارة الأغلبية البرلمانية كما ينادون بها، وذلك بالتحالف مع بعض القوائم الكردية ومجموعة تجار السياسة من أهل السنة هويةً مما يسمونهم تهكماًً ( سنة المالكي ) ويحاول المالكي تقديم سلة الاغراءات للأكراد بمنحهم 17% من ميزانية الدولة وتنصيب شخصية كردية على كرسي رئاسة الجمهورية وما يسميه الاكراد باستحقاقهم القومي والدستوري وعدم الاعتراض على عمليات تصدير بترول كردستان لتركيا، إلا ان مسعود البرزاني استبقه بتصريح صحفي اثناء زيارته للاردن برفض كتلته منح المالكي الولاية الثالثة. السيناريو الثاني المطروح على المشهد السياسي العراقي بتشكيل وزارة وطنية (إنقاذ وطني ) بائتلاف الكتل الشيعية المعارضة للمالكي ( الصدريون وكتلة المواطن) مع الجبهة الوطنية العربية والتي تشكلت بعد الانتخابات من ( الكتلة الوطنية بزعامة علاوي، والمتحدون برئاسة النجيفي، والعربية وزعيمها المطلق ) وإذا تطابقت التوقعات مع النتائج النهائية يكون طريقها سالكاً لنيل الثقة برلمانياً لحصولها نصف الاصوات زائد واحد (165 صوتاً برلمانياً). الشعب العراقي قابل بقلق تأجيل موعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية لأكثر من عشرين يوماً لخشيته من عمليات التزوير المتوقعة من أنصار المالكي، وأيضاً من منح فائض من الوقت لحركة الضغوط الاقليمية والدولية لتوجيه الدفة الشيعية نحو منح المالكي الفرصة للولاية الثالثة لتوافقات ايرانية امريكية ويطمئن المالكي اعضاء حزبه بأن ايران لن تتخلى عن تأييده لأهميته سياسياً لها بنفس الدرجة لدعمها لدكتاتور سوريا بشار الأسد، ونسي رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته ان سقوط الأسد يترتب عليه كسر الضلع الثالث لنفوذها في سوريا ولبنان ولها العديد من الاصدقاء المخلصين في العراق بديلاً عنه. حفظ الله شعب العراق العربي المسلم من كل كارثة سياسية ويوفقه باختيار الحاكم الصالح النزيه لتحقيق الأمن والمصالحة الوطنية لشعبه، ويسهل عودتهم آمنين لبيتهم العربي والإسلامي.