في تاريخ شيخ الأندية رموز كبار وقامات ريادية.. خدمت البيت الشبابي بكلِّ وفاء وعطاء وإخلاص، ومن هذه النماذج التاريخية (محمد بن جمعة الحربي) الذي عاصر النادي العاصمي الكبير أكثر من 50 عامًا، وسجل معه أروع معاني التضحية والوفاء، خصوصّا عندما نجح في حفظ ناديه من الضياع والتفكك عام 1379ه، وإعلان توقفه قسرًا عقب ابتعاد رئيسه آنذاك عبد الله بن أحمد -رحمه الله- بسبب العجز عن الوفاء والالتزامات التي كان يجب توفرها للبيت الشبابي، بيد أن الدور البطولي الذي لعبه الشبابي المخضرم محمد بن جمعة، ونجاحه في جمع شتات اللاعبين في شقته التي استأجرها مع مجموعة من الموظفين وتعهد أمام اللاعبين بإعادة هوية الشباب المفقودة، فطلب من الشيخ عبدالرحمن بن سعيد إقامة مناورة مع الهلال كان يهدف في إعادة الرئيس المبتعد، وبالفعل أقيمت هذه المناورة بحضور ابن أحمد الذي شاهد مستوى وروح اللاعبين، فشكّلت هذه المناورة نقطة تحوَّل في المسيرة الشبابية أعلن خلالها عودة الرئيس وعودة شيخ الأندية من جديد لوضعه الطّبيعي واستقراره، ولا سيما أن عودته جاءت قبل حركة تصنيف وتسجيل الأندية.. فلو لم يتم إعادته خلال تلك الفترة لدخل الشباب عالم النسيان والحل كما حصل لفريق الموظفين الذي انحل بسرعة.. فتم إدراج شيخ الأندية رسميًّا عام 1380ه ضمن الأندية المسجلة في الدرجة الأولى «الممتازة حاليًا». واستمر أبو حامد يهرول بقيمه الوفائية في خدمة ناديه «لاعبًا وإداريًّا وشرفيًّا».. وأخيرًا اختياره رئيسًا عام 1411ه، فدخل (شيخ الأندية) في عهد رئاسته بوابة البطولات الكبيرة التي غاب عنها 40 عامًا، أو تزيد عندما فاز بكأس دوري خادم الحرمين الشريفين لأول مرة فكانت هذه البطولة التاريخية.. بداية الانطلاقة إلى عالم المنجزات الكبيرة والألقاب الخالدة. ولأن الوفاء هو ديدن الشبابيين.. نتمنى أن تبادر الإدارة المحترفة بقيادة خالد البلطان بتكريم رمز من رموز الشباب وهو الأستاذ محمد بن جمعة الحربي الذي خدم كيانه وعشقه 50 عامًا بكلِّ وفاء وعطاء.. تقديرًا لإسهاماته التاريخية وتضحياته الجسيمة.