قُتل 14 عنصراً من القوات النظامية على الأقل أمس الخميس في نسف مقاتلين من المعارضة السورية لفندق أثري في حلب القديمة في شمال سوريا، تستخدمه القوات النظامية كمركز عسكري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في بريد إلكتروني: «سمع دوي انفجار في حلب القديمة، تبين أنه ناتج عن تفجير الكتائب الإسلامية كمية كبيرة من المتفجرات في نفق حفروه أسفل فندق الكارلتون الأثري الذي تتخذه قوات النظام مركزاً لها». وأشار المرصد إلى «مقتل ما لا يقل عن 14 عنصراً من القوات النظامية ومسلحين موالين لها» جراء التفجير واشتباكات اندلعت على إثره. وأدى التفجير إلى «تدمير ما تبقى من الفندق (...) وانهيار مبانٍ عدة في محيطه»، بحسب المرصد. وقال التلفزيون للنظام إن «إرهابيين»، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة السورية، استهدفوا «بتفجير ضخم فندق الكارلتون في المدينة القديمة ما أدى إلى تدميره بالكامل وتدمير عدد من الأبنية الأثرية المجاورة». وتبنت التفجير «الجبهة الإسلامية»، إحدى أبرز التشكيلات المقاتلة ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت في بيان نشرته على حسابها الرسمي على موقع «تويتر»: «نسف مجاهدونا صباح اليوم ثكنة فندق الكارلتون في حلب القديمة وعدة مبان محيطة به». وعرضت الجبهة شريطاً مصوراً للتفجير الضخم الذي أدى إلى قذف كتل كبيرة من الأتربة والحجارة على ارتفاع عشرات الأمتار في الجو، وتصاعد كميات هائلة من الغبار .. كما يظهر الشريط في لقطات أخرى، سحب الغبار وقد غطت مساحات واسعة فوق حلب، تزامناً مع سماع أصوات إطلاق رصاص غزير. وبدت في الشريط، قلعة حلب الأثرية الواقعة على تل، وتُشكّل خط تماس بين مناطق سيطرة النظام (جنوب القلعة)، ومناطق سيطرة المعارضة. وتشهد حلب منذ صيف العام 2012، معارك يومية بين النظام والمعارضة اللذين يتقاسمان السيطرة على أحيائها. ولجأ مقاتلو المعارضة السورية مراراً خلال النزاع المستمر منذ ثلاثة أعوام، إلى تكتيك الأنفاق في المعارك ضد القوات النظامية، لا سيما في ريف دمشق وحمص (وسط) وحلب (شمال). ويقوم المقاتلون بحفر أنفاق بدءاً من مناطق يسيطرون عليها، وصولاً إلى مواقع تابعة للنظام.. ويقومون عادة بتفخيخها وتفجيرها، أو يتسللون منها لشن هجمات. وقتل الاثنين 30 عنصراً من القوات النظامية في تفجير نفق أسفل تجمع عسكري لهم في محافظة إدلب (شمال غرب)، بحسب المرصد.