كشف الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز النقاب عن بلورته اتفاق تسوية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل ثلاث سنوات يتطرق إلى جميع القضايا الخلافية، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جمد المحادثات لاعتقاده أنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق أفضل عبر عرض جاء به مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في المنطقة توني بلير .. وأشار بيريز خلال حديثه للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي «إلى أنه لم يتم التطرق في الاتفاق إلى مسألة الحدود بل تم الحديث عن مساحة الدولة الفلسطينية العتيدة ما يشمل تبادل للأراضي والإبقاء على الكتل الاستيطانية قبل أن يطلب منه نتنياهو تجميد المحادثات. في غضون ذلك ، اتهم «يوسي كوهين» مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السلطة الفلسطينية «بالاحتيال» على وزير الخارجية الأميركي -جون كيري، بشأن جدية نواياهم في مفاوضات التسوية التي جرت بين الطرفين. وطالب كوهين في تصريح نقلته الإذاعة الإسرائيلية العامة صباح أمس الأربعاء، ممثلي الدول المعنية بتحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن فشل المفاوضات. بدورها كشفت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر يوم أمس الأربعاء أن- يوسي كوهين -بعث خلال الأسبوعيْن الماضييْن رسائل احتجاجية إلى البيت الأبيض الأميركي، وسفراء عشرات الدول الأخرى بإسرائيل ومنها جميع الدول الأوروبية وروسيا والصين بهذا الخصوص. وأرفق «كوهين» رسائله بوثيقة كان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تقدم بها إلى الرئيس الفلسطيني -محمود عباس في التاسع من مارس الماضي، وأوصى فيها بتقديم طلبات الانضمام إلى مواثيق دولية مختلفة بما يخالف التفاهمات السابقة التي استندت إليها العملية التفاوضية. وأوقف كيري مطلع الشهر الجاري مساعيه المتعلقة بمفاوضات التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين بغرض تقييم الموقف وذلك بعد انتهاء مهلة التسعة الأشهر. وانتهت مهلة المفاوضات التي توسط فيها كيري في 29 من شهر أبريل الماضي بعد تسعة أشهر من المحادثات لم تُفض إلى التوصل إلى أي تقدم يذكر في قضايا الوضع. وعرض الرئيس الفلسطيني ،محمود عباس تمديد المفاوضات مقابل التزام الحكومة الإسرائيلية بالإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى الفلسطينيين المعتقلين قبل اتفاق أوسلو والتركيز على بحث ملف الحدود مع وقف البناء الاستيطاني بصورة كلية. ورفضت الحكومة الإسرائيلية هذه المطالب واتهمته بنف مفاوضات التسوية بعد التوصل لاتفاق تنفيذ للمصالحة الفلسطينية مع حركة حماس. وبالانتقال إلى مدينة القدس، حيث شارك عشرات المستوطنين المتطرفين، مساء أمس الأول الثلاثاء، في مسيرة للمطالبة ببناء الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك، وذلك تنفيذاً لدعوات منظمات الهيكل للخروج بالمسيرة احتفالا بذكرى تأسيس دولة الاحتلال.. وقالت مصادر الجزيرة :: إن المسيرة خرجت من باب الخليل بالبلدة القديمة من القدس واخترقت طريق الأرمن باتجاه حارة اليهود، وأشارت مصادرنا إلى أن المستوطنين ارتدوا قمصانا حملت صور مسجد قبة الصخرة المشرفة، مطالبين ببناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، كما رددوا هتافات بالعبرية منها «جبل الهيكل لليهود» .. يذكر أن سلطات الاحتلال فرضت إجراءات مشددة على مدار اليومين الماضيين لإفراغ المسجد الأقصى من المسلمين الذي يتصدون عادة لأي اقتحامات في مناسبات دينية أو سياسية تخص الاحتلال، إذ منعت من هم دون سن الخمسين من دخوله وأغلقت كافة البوابات المؤدية إليه والتي شهدت مواجهات أشدها كان في باب حطة حيث اعتقل الاحتلال ثلاثة فلسطينيين وأصابت 15 آخرين.