هاجس كل مسلم أن يساعد في هداية الآخرين إلى دين الله عز وجل، كما في الحديث الذي رواه مسلم (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً، خير لك من حمر النعم)!. ولكن كيف تبدو الأمور في أوروبا؟! لكل وقت رجاله وأساليبه، وأعتقد أن إخواننا المسلمين في أوروبا (يبلون بلاءً حسناً) في العام 2014م ، سواءً في المراكز الإسلامية، أو في مؤتمرات ولقاءات حوار الأديان وخدمة الإنسانية. ومن اللافت أن أفضل أنواع (الدعوة إلى الله) تأثيراً هو التعامل الإسلامي الصحيح، كون الدين المعاملة، ومن خلالها نجح المسلمون شرقاً وغرباً في نشر الدين الصحيح. بحسب التقارير الأوروبية يعد الإسلام من أسرع الأديان انتشاراً، والأهم أن يكون الدين الصحيح الخالي من الشوائب المذهبية أو العقائدية هو المقصود!. لنلقي نظرة على نتائج ومكاسب مسلمي أوروبا، فقد قررت مجموعة من المطاعم العالمية في بريطانيا منع لحوم الخنزير في (ساندويتشاتها) سريعة التحضير، واستبدالها (بلحم حلال) ذبح على الطريقة الإسلامية في أكثر من 200 فرع في بريطانيا وحدها، لدواعي صحية، وتوزيع تركيبة السكان الإسلامية هناك. صحيفة (ديلي ميل) قالت إن الفكرة تأتي بعد أيام من اقتراحات بشأن التخفيف على الجالية المسلمة في شهر رمضان، ومنحهم بعض القوانين المناسبة لظروفهم، إلى ذلك أثار القرار استهجان الكثير من النشطاء الذين يرون أن (المسيحية) تفقد هويتها بسبب مراعاة القوانين البريطانية للأقليات وخصوصاً المسلمة؟! المسلمون في بريطانيا، وأوروبا نجحوا في وضع بصمات لهم في المجتمعات الغربية، ولعل المسألة لا تقتصر على الأكل والشرب فقط، فالملابس الإسلامية هي الأخرى بدأت تغزو الأسواق الأوروبية، نتيجة افتتاح مصانع خاصة بخطوط الموضة الإسلامية مثلما حدث في (كولونيا) الألمانية، والتي أصبح زبائن هذه المصانع والمحلات من المسلمين وغير المسلمين، كون الملابس الإسلامية المحتشمة تروق كثيراً لفطرة الآلاف من الأسر الغربية! قبل نحو شهرين تحدثت هنا عن مسابقة (آي صلام) الشعرية التي جذبت الغربيين للدين الإسلامي، اليوم هناك مؤلفون وإعلاميون ومشاهير في الغرب ينظرون إلى الإسلام بطريقة مختلفة، بفضل جهود المسلمين وخصوصاً من - غير العرب - والذين يؤثرون بشكل كبير في مثل هذه المجتمعات لأنهم سكان أصليون فيها!. السر في نجاح جهود هؤلاء هو في (عظمة الدين) الذي لا يفرق بين الأعراق والأجناس.. فهل يفهم (العرب) هذا؟! وعلى دروب الخير نلتقي.