عرض وفد اقتصادي باكستاني رفيع المستوى برئاسة وزير التجارة بالجمهورية الباكستانية المهندس خورام دستقير خان الأربعاء الماضي في مجلس الغرف السعودية حزمة مشروعات وفرصاً استثمارية على قطاع الأعمال السعودي، وذلك في سياق مساعٍ باكستانية حثيثة للدفع بمزيد من الاستثمارات السعودية لباكستان، وضم الوفد مسئولين في التجارة الخارجية والتنمية والقوى العاملة والاستثمار والطاقة والمناطق الصناعية واتحاد الغرف التجارية الصناعية الباكستانية. وفي مستهل اللقاء نوه نائب رئيس مجلس الغرف السعودية فهد بن محمد الربيعة بالعلاقات التاريخية بين المملكة وباكستان، مشيراً لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مؤخراً إلى باكستان وانعقاد اجتماعات اللجنة السعودية - الباكستانية المشتركة، وما اتسمت به من أهمية إستراتيجية وتأكيد على الرغبة المشتركة في تعزيز وتطوير علاقات البلدين على مختلف الأصعدة، مؤكداً اهتمام قطاع الأعمال السعودي بالتعرف على التطور الاقتصادي الذي تشهده باكستان والفرص الاستثمارية فيها وتشجيعهم في مجلس الغرف توجُّه الشركات السعودية للاستثمار هناك، وشدد على ضرورة اضطلاع قطاعي الأعمال السعودي والباكستاني بدور فاعل في دفع التبادلات التجارية بين البلدين والتعويل الكبير على دورهما. وقال الربيعة بأنه تم البدء مؤخراً في إعادة تشكيل مجلس الأعمال السعودي - الباكستاني، واعتبره أداة فاعلة في تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية وفي التعريف بالفرص الاستثمارية في كلا البلدين، معرباً عن استعداد المجلس لتقديم كل أشكال الدعم والمؤازرة لجهود تطوير العلاقات الاقتصادية بين المملكة وباكستان. من ناحيته نوه وزير التجارة الباكستاني المهندس خورام دستقير خان، بالإجراءات وأجندة الإصلاح الاقتصادي التي انتهجتها الحكومة الباكستانية للتغلب على الصعوبات الاقتصادية وأزمة نقص الطاقة والتي كان من بينها مشروع خصخصة الشركات المملوكة للدولة، وقال بأن الاقتصاد الباكستاني وكنتيجة لتلك الإجراءات أظهر تحسناً ملحوظاً من خلال العديد من المؤشرات الاقتصادية، ودعا «خان» رجال الأعمال السعوديين للاستفادة مما تطرحه مشروعات الخصخصة في باكستان من فرص استثمارية مجزية للمستثمرين، خصوصاً في قطاعات الغاز والنفط والمعادن والطاقة والاتصالات والكهرباء ومشاريع البنية التحتية والسياحية والطيران، مؤكداً اهتمام كثير من الشركات الإقليمية والعالمية بالمشاريع الباكستانية المطروحة للخصخصة. وأضاف بأن الفرصة مواتية لرجال الأعمال السعوديين للدخول في مشروعات استثمارية بباكستان في ظل المزايا والحوافز الضخمة التي تقدمها باكستان للمستثمرين الأجانب، وللاستفادة من كبر حجم السوق الباكستاني وموقعها الجغرافي المميز الذي يوفر الوصول للعديد من الأسواق الآسيوية، وقال بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين والمقدر بنحو 5 مليارات دولار لا يرتقي لمستوى طموحات قطاعي الأعمال ولا يعكس الدعم السياسي الكبير الذي تحظي به العلاقات الاقتصادية السعودية - الباكستانية، مؤكداً الحاجة الماسة لتفعيل دور قطاعي الأعمال ولحل كافة العراقيل التي قد تواجه المستثمرين في كلا البلدين، مشيراً لمجالات تعاون جديدة يمكن العمل عليها بين الجانبين في مجال القوى العاملة الباكستانية والتقنية والاتصالات ولفت لوجود نحو مليوني باكستاني يعملون بمختلف القطاعات في المملكة. وتطرق مسئولون باكستانيون في اللقاء لما يمكن العمل عليه لدفع جهود التعاون الاقتصادي ورفع مستوى التبادل التجاري بين المملكة وباكستان فيما يخص منح رجال الأعمال تأشيرات لمدة عام كامل وتعزيز تبادل الوفود التجارية ولا سيما الوفود القطاعية المتخصصة والعمل على تبادل المعلومات حول الفرص الاستثمارية والقطاعات الاقتصادية والشركات في كلا البلدين وإقامة المعارض، وفي ذلك جرت دعوة الشركات السعودية للمشاركة في معرض (أكسبو باكستان 2014م) الذي سيقام في مدينة كراتشي خلال الفترة 23-26 أكتوبر المقبل. بدوره أكد الأمين العام لمجلس الغرف السعودية المهندس خالد العتيبي على دعم المجلس لأي مطالب تسهل من نشاط المستثمرين ورجال الأعمال الباكستانيين في المملكة، مشدداً على ضرورة العمل بفكرة الوفود التجارية القطاعية المتخصصة في قطاعات بعينها تتوافر على مزايا نسبية وتحقق قيمة مضافة أعلى للعلاقات التجارية بين البلدين، منوهاً بالخبرات الباكستانية في العديد من المجالات.