استقبل عدد كبير من أهالي منطقة حائل بفرح مبادرة صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، التي أعلن خلالها التوقف عن زراعة الأعلاف في المزارع التابعة لشركة المراعي، ومنها مشروع شركة حائل الزراعية التابعة للمجموعة، وذلك خلال الاحتفال الكبير الذي أُقيم برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل، بحضور صاحب السمو الملكي نائبه سمو الأمير عبدالعزيز بن سعد وسمو الأمير عبدالله بن خالد مساعد رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة ومعالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين. ولقراءة المبادرة من جوانب عديدة احتفاء بكل المبادرات التي تهدف للحفاظ على ثروات الوطن، وكذلك الكشف عن جوانب لا تزال غائبة في مشهدنا الحالي، نتوقف أمام عدد من المحطات في السطور الآتية: - رغم أن الكثير قد ردد باستمرار أن أحد أهم توجهات المراعي نحو الاستحواذ على شركة حائل للتنمية الزراعية (هادكو) كان بهدف الاستفادة من مخزونها المائي الغزير من أجل زراعة الأعلاف بكميات كبيرة، وبمساحات واسعة من المشروع، الذي تبلغ مساحته 35000 هكتار، تستثمر في قطاعين رئيسيين، هما الإنتاج الزراعي والحيواني، كما كانت الشائعات تتردد بأن المشاريع التي أُعلن البدء بإنشائها وإعلان المراعي رصد خمسة مليارات ريال للتطوير وللبنية التحتية ما هي إلا مناورة بعد إتمام عملية الاستحواذ، فكان حفل وضع حجر الأساس للمشروع 23 صفر 1430، بحضور أمير منطقة حائل والأمير سلطان بن محمد، وتمر سنوات البناء سريعة، ويشهد الجميع النقلة النوعية بجودة المنتج وحسن الإدارة، وها هو مشروع الدواجن ينتقل من إنتاج لا يتجاوز 25 مليون طائر إلى طاقة إنتاجية اليوم تبلغ (200) مليون طائر في العام الواحد، إلا أن المفاجأة أن يكون في نفس تدشين المشروع إعلان التوقف عن زراعة الأعلاف. فحقاً نقول شكراً أميرنا المحبوب الأمير سعود بن عبدالمحسن، شكراً بحجم جبلَي أجا وسلمى، وشكراً سمو الأمير سلطان بن محمد، فهكذا يكون الحب للوطن، وهكذا يكون صدق الانتماء والحرص على عمارة وتطور المشاريع، وفي الوقت نفسه التفكير بالأجيال القادمة ومصلحة الوطن العليا بعيداً عن مكاسب وقتية وذاتية، وشكراً للوزير الوطني والصادق معالي وزير المياه والكهرباء المهندس الحصين، وبورك في مساعيك وحسك الوطني. - وتأتي تبعات مثل هذه المبادرات لتضع عدداً من الوزارات أمام مسؤولياتها، وخصوصاً أن مبادرة شركة المراعي نبعت منهم دون تدخل رسمي؛ ولهذا لا يجب أن تتوقف مبادراتها عند الاحتفاء بهذه المبادرة وشكراً، وينتهي الحديث، وإنما من مسؤوليات الجهات المعنية الرفع للقيادة الحكيمة لتكريم الشركة والقائمين عليها، وكذلك البحث في آليات تقديم دعم إضافي لشركات كهذه، تحرص على ثروات الوطن دون أن تفكر في مصالحها وأرباحها ومكاسبها. كما أن على الوزارات المعنية أيضاً عدم التوقف على مبادرة اللجنة التنفيذية بالشركة والثناء على خطوتها، وإنما المسؤولية تتضاعف أيضاً بتفعيل لجان المتابعة لزيارة مقار المشروع، ومتابعة سلامة التطبيق في أراضي المشروع؛ لتكتمل فائدة الوطن، وتكون الجهات أدت دورها بعد أن رمى مسؤولو الشركة الكرة في مرماهم. ولا أخيل معالي وزير المياه والكهرباء الحصين بعيداً عن الرفع للمقام السامي لهذه المبادرة؛ ليكرَّموا، وليحذو الجميع حذوهم. - إن تفاعل أهل الوفاء مع متطلبات وطنية تشكل مسؤولية جميع أفراد المجتمع، وخصوصاً أننا قد سمعنا معالي وزير المياه والكهرباء يقول إن ما استهلكته الزراعة من المياه خلال ال15 عاماً الماضية يعادل ما يتم استهلاكه من المياه خلال الاستهلاك المنزلي في ألف سنة، وما تم استهلاكه خلال ال15 عاماً الماضية خلال زراعة الأعلاف يعادل ما يتم استهلاكه منزلياً في 700 سنة. وقال معاليه: أصدقكم القول: لو أنني لست مطلعاً عن قرب على هذا لقلت إن هذه الأرقام والإحصائيات ربما تكون خيالية، لكنها في الواقع حقيقية، والوضع يحتاج للمعالجة وتكاتف الجميع من أجل مستقبل الوطن والأجيال القادمة؛ ولهذا فإن المهمة تتطلب منا أيضاً حث الشركات كافة التي تزرع الأعلاف؛ لكي تتوقف، مع مطالبات جهات الاختصاص بإجراء الدراسات اللازمة لإيقاف زراعة الأعلاف محلياً على الجميع.