أكد محللون ماليون ل«الجزيرة» أن الآلية الجديدة التي ستطبقها السوق المالية السعودية «تداول» بدءاً من اليوم الأحد لحساب سعر إغلاق أسهم الشركات المتداولة ستحد من عملية التلاعب في سعر السهم خلال آخر ربع ساعة قبل الإقفال، لافتين إلى أن الفترة الماضية كانت تشهد عمليات تلاعب في سعر السهم؛ ما تسبَّب في عدم استقرار سعر السهم. كما أشاروا إلى أن هناك مضاربين يتحكمون في رفع سعر السهم والمؤشر عند الإغلاق، ولاسيما أن الآلية مطبقة في دول مجلس التعاون الخليجي منذ سنوات، ويتم من خلالها حساب المعدل السعري بقسمة مجموع قيم صفقات سهم الشركة على مجموع كمية الأسهم المتداولة للشركة نفسها خلال آخر 15 دقيقة قبل الإغلاق، على أن تحدد نسب التذبذب الدنيا والعليا لسعر سهم الشركة لليوم التالي على أساس سعر الإغلاق بطريقة المعدّل السعري. وكانت «تداول» قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستبدأ اليوم الأحد 13 إبريل تطبيق المعدّل السعري في حساب سعر إغلاق أسهم الشركات المدرجة في سوق الأسهم، وذلك بدلاً من حساب سعر الإغلاق على أساس آخر صفقة عادية (الصفقة التي تزيد قيمتها على 15 ألف ريال). علماً بأنه لن يكون هناك أي تأثير على حساب المؤشرات من جراء هذا التغيير؛ إذ يتم حسابها على أساس سعر آخر صفقة عادية. كما أشارت إلى أن جميع الأوامر القائمة سيتم إلغاؤها بعد إغلاق آخر يوم تداول قبل تاريخ التطبيق المشار إليه أعلاه، موضحة أن هذه الخطوة جاءت بعد استطلاع لآراء العموم حول استخدام طريقة المعدّل السعري في حساب سعر إغلاق أسهم الشركات المدرجة؛ إذ أظهرت النتائج بلوغ نسبة المؤيدين في هذا الخصوص 69 % من إجمالي من تم أخذ آرائهم؛ ولذلك سيتم تطبيق الطريقة الجديدة حرصاً على زيادة كفاءة السوق، وبغرض التقليل من احتمالية التأثير على أسعار إغلاق أسهم الشركات المدرجة. وهنا، قال محمد العمران المحلل المالي إن تأثيراتها على السوق ستكون محدودة جداً على الشركات الضعيفة التي تخص المعدّل السعري في حساب سعر إغلاق أسهم الشركات المدرجة. مشيراً إلى أنها ستكون إيجابية للحد من عملية رفع سعر السهم أو المؤشر عند الإغلاق مما ينتج من أنصاف أسعار الأسهم. وعن توقعاته بعد تطبيق الآلية الجديدة قال العمران: لا أعتقد أن هناك تأثير في متغيرات السوق سواء في الارتفاع أو الهبوط. مشيراً إلى أن السوق لن يعطيها أهمية كبيرة بالمعدل السعري في آخر ربع ساعة؛ لأن تأثيراتها محدودة، وفي الغالب إيجابية؛ إذ إن اهتمام السوق يأتي بعد نتائج الشركات في الأرباع السنوية، إضافة إلى أن الوضع الاقتصادي في دول العالم بالحالة هذه قد يتأثر معها السوق سواء إيجابياً أو سلبياً. وفي المقابل، أكد محلل مالي آخر (فضل عدم ذكر اسمه) أن الآلية الجديدة ستحد من التلاعب في المؤشر الموجه للمصالح الشخصية وانتهائها مع تطبيق الآلية الجديدة، وهذا ما يعاني منه السوق في الفترة الماضية من الضبابية بالمؤشر. مشيراً إلى أن تطبيق الآلية سينعكس على المؤشر بالشفافية والمصداقية وإعطاء عمق بعيد المدى بالتنظيم وخروج المتلاعبين من السوق. مضيفاً بأنه يتضح لنا الصورة الأصلية الأساسية لأداء السوق، مؤكداً انتهاء التلاعب في رفع المؤشر والسهم في آخر ربع ساعة بعد التطبيق.