قدم الكاتب أحمد آل مريع عبر كتابه قراءة في فلسفة الحب عند الشيخ علي الطنطاوي بحثاً جميلاً عن الحب. قال: يأخذ الحب في أعمال الطنطاوي طابعاً فلسفياً عميقاً قد لا يستطيع القارئ أن يقف على أبعاده ومراميه أو أن يفقه جوانبه المختلفة من خلال نظرة واحدة أو قراءة عابرة لنتاجه الذي فلسف فيه هذه العاطفة المتجذرة في نفوس البشر. وإني لأكاد أجزم بأن الطنطاوي كان في صباه عاشقاً قد برحه الوجد أو هكذا ظهر لي في كثير من أعماله التي لا تزال آثار الصبا عليها بادية جلية، وإن احتفظت باتزان الشيوخ وأخلاق العلماء وحشمة العربي. ولا يرى الطنطاوي حرجاً في التصريح بالحب أو الكتابة فيه كما هو الشأن عند بعض المتأخرين.. ويرى انه من التزمت الشديد أن ننهي الناس عن التعبير عن عواطفهم أو أن نحول بينهم وبين جوانحهم بحجج واهية لا تقوم على أساس معلوم من الدين خاصة أن هذا السنن قد رسمه علماء أجلاء من قضاة وأصوليين وفقهاء جاءت لهم من الأبيات في الحب المرقصات المطربات.. وما كان التحفظ ليحول بينهم وبين نقل مشاعرهم إلى الناس في أسلوب بديع لا يخلو من الحشمة والجلال والوقار. ومن أقوال الشيخ الطنطاوي - رحمه الله - التي وردت في الكتاب: - من حرم الكلام في الحب؟ ما في الحب شيء ولا على المحبين من سبيل! - ومن أين عرفت أن العلماء قد ترفعوا عنه والكتب مملوءة بالجيد من أشعارهم في الحب والغزل ووصف النساء! - لولا الحب ما التف الغصن على الغصن في الغابة النائية، ولا عطفت الظبية على الطلا في الكُناس البعيد، ولا حنا الجبل على الجبل في الوادي المنعزل ولا مد الينبوع الجدول الساعي نحو البحر، ولولا الحب ما بكي الغمام لجدب الأرض، ولا ضحكت الأرض بزهو الربيع.. ولا كانت الحياة!!