أعلى معدلات العنف ضد المرأة في أوروبا تقع في الدنمارك وفلندا والسويد على التوالي، وكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي نشرت أمس الأول (الأربعاء) نتائج أكبر دراسة تجرى في العالم حول العنف ضد النساء!. نتائج الدراسة كشفت أن (واحدة من كل ثلاث نساء) في دول الاتحاد الأوربي تتعرض للعنف إما في البيت، أو العمل، أو الشارع، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي ؟! اللافت أنه من بين كل (5 معنفات) هناك واحدة تقول إن زوجها هو المتورط ؟!. تنوع (العنف) بين الضرب والحرق والخنق والاغتصاب، وصولاً للكبت والقهر الذي يمارسه الرجال ضدهنّ، بعض الدول الأوربية وصل فيها العنف إلى 52 % من النساء، أما أقل الدول الأوربية التي سجلت حوادث عنف ضد المرأة كانت بولندا والنمسا وكرواتيا على التوالي، بنسبة (واحدة من كل خمس نساء)!. مفهوم العنف يمتد إلى اعتبار (الرسائل الهاتفية)، أو المقاطع المرسلة بشبكات التواصل، أو رسائل البريد الإلكترونية غير المرغوبة من بعض الرجال، جزء من العنف الذي يتم تسجيله ضد المرأة، وهو ما تتعرض له (واحدة من بين كل عشر أوربيات) تحت بند مضايقة وتعقب الرجال عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه النسبة ترتفع في دولة مثل السويد لتصل إلى (25 % من مستخدمات التقنية)؟!. السؤال الطبيعي أين نحن من هذه الخارطة ؟! وهل يوجد لدينا دراسات مشابهة ؟!. الحقيقة أن هناك عدة دراسات سعودية، ولكنها تبقى - غير موثوقة - إما لأنها لم تُحكم علمياً، أو أنها صدرت من جهات غير معترف بها، أو لأنها مبالغات كهذه التي تقول إن (93 % من الزوجات يتعرضنّ للعنف)! وهذه نسب مشكوك فيها بالطبع، لأنها لا تستند إلى إجراء علمي محكم؟. نحن حتى وقت قريب لا نعرف كيف نقيس (العنف ضد المرأة) أصلاً ؟! بل لا نملك (معايير محددة) ! فالأمر كان يخضع للاجتهاد، وأعتقد أن الكثير لا زال يجتهد حتى الآن ؟!. لذا يحق لنا أن نقول إن (المرأة الأوربية) تتعرض للعنف أكثر من (المرأة السعودية)، لأن (مسطرة قياس العنف لديها واضحة)، والتي تشمل بعض تصرفاتنا النابعة من (حب المرأة) والخوف عليها، فهم يرونها (عنفاً)، ونحن نراها غير ذلك!. وعلى دروب الخير نلتقي.