نهنئ الشعب السعودي وأنفسنا باختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وليا لولي العهد، ونائبا ثانيا لرئيس مجلس الورزاء، وعلى الثقة السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتولي هذه المسؤولية الكبيرة، وهذا يجعل المواطن على يقين بأن هذه الدول المباركة أسست على قواعد ثابتة بقيادة حكيمة وصالحة لكل زمان. ولا شك أن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا لولي العهد يدل على حرص القيادة على مصالح هذه البلاد على المدى البعيد ويقضي على التأويل، ورسالة ذات دلالة وأهمية كبرى للعالم أجمع بأن هذه البلاد يتم فيها تداول السلطة والمسؤوليات بطريقة شرعية وحضارية لا لبس فيها. سمو الأمير مقرن حفظه الله قال: إن راحة المواطنين وتحقيق آمالهم قاعدة أسسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وسار عليها أبناؤه ملوك هذه الدولة وهو ما كان سموه يمارسه في المسؤوليات كافة التي تولاها عند خدمته في السلك العسكري أو عندما كان أميرا لمنطقة حائل، أو عندما تولى إمارة منطقة المدينةالمنورة، إلى أن تشرف باختياره وليا لولي العهد. ومن ذكريات مع سموه الكريم أنه في ميزانية عام 1417- 1418ه عندما كان أميرا لمنطقة حائل، طلب اجتماعا مع معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف (أثناء عملي وكيل الوزارة لشؤون الميزانية والتنظيم) وقد طلب معالي الوزير إعداد تقرير عن طلبات إمارة منطقة حائل، من حيث الاعتمادات المالية والمشروعات الجديدة المقترحة، ونتائج المراجعة مع المسؤولين في الإمارة وقد تم إعداد خلاصة بذلك، وفي الساعة التاسعة صباحا حضر سموه إلى الوزارة بدون مرافقين، وعند بدء البحث ذكر سموه أن ما توصل إليه المسؤولون بالإمارة والمسؤولون بوزارة المالية مناسب وليس له أي ملاحظات، إلا أن ما أوجب عليه الحضور إلى الوزارة هو أن مشروع كهرباء منطقة حائل يعاني من نقص في التوليد ، وأن سموه يرغب بمعالجة هذا النقص بإقامة محطة إضافية جديدة لتعزيز الطاقة وتلافي الانقطاع. وأثناء البحث مع سموه، اقترح إقامة خط نقل للطاقة الكهربائية بجهد عال 380 ك.ف, وربطه بالشبكة العامة للمملكة، واتفق مع سموه على اعتماد مشروع الربط بميزانية المؤسسة العامة للكهرباء بديلا عن إقامة المحطة وبنفس التكاليف المقدرة بحوالي 700 مليون، وبعد تداول الرأي وافق سموه على اقتراح الربط لضمان استمرار الطاقة، وهذا يحق من أهم الخطط الإستراتيجية التي بدأ العمل بها لربط مناطق المملكة بعضها ببعض، لضمان توفير الطاقة الكهربائية وبتكاليف اقتصادية مناسبة. لذا فإن ما أشار إليه سموه من حرص على راحة المواطنين هو واقع يمارسه في أعماله ومسؤولياته المتعددة، وعليه فإن ما يتمتع به سموه من خبرة وحرص لتحقيق المصلحة العامة يجعل المواطن السعودي يشعر بالاعتزاز والفخر باختيار سموه وليا لولي العهد. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وأدام عليهم الصحة والعافية. وحفظ الله هذه البلاد وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار في ظل هذه القيادة الحكيمة. ودمتم ودام عزكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته