بطبيعة الأجواء التي كانوا يعيشونها على ضفاف نهر النيل يوجد فنانون كثر، ومنهم الفنان فضل المولى علي عبد الله من قرية أدندان النوبية. وداخل ورشته الفنية رصدنا بعض أعماله الرائعة التي شكلها من باكية النخيل تجولنا داخل معرضه وشاهدنا المعروضات طيور والساقية والسيوف والسرير وصومعة الغلال والشادوف وتم تصوير بعض من الأعمال وجاءته عروض أوروبية لعرض أعماله ودعوة من نقابة الصحفيين بالقاهرة والمنتدى النوبي الأدنداني - يوم 22-3-2014 الماضي. ويقول الفنان فضل: انطلاقاً من شعوره وإيمانه بأن للفن رسالة في كل مناحي الحياة، وأن الفنان صورة طبق الأصل من واقعه؛ دينا وعادات وتقاليد وأنه سفير لهذا كله عبر حضوره وتقديم إبداعه بما يمثل تراثه ويؤكد دور مجتمعه على أعلى مستوى من التواصل والتقارب بين ثقافته وثقافة المجتمعات الأخرى، دون انسلاخ أو تبعية، وبهذا يحقق النجاح ويجد الاحترام والتقدير. ولا يخفى على الجميع أننا نعيش عصر الانفتاح على العالم الذي لا نستطيع الهروب منه بوجود وسائل الإعلام الاجتماعية «السوشيال ميديا» من اليوتيوب وتويتر وفيس بوك. وهذا يلزمنا بعرض فننا بلغة العصر. فبعرضنا لقضايانا إنما نثبت للعالم أننا شعب سلام لدينا ثقافة ووعي وإدراك لمشاكلنا. ولدينا القدرة لإيجاد حلول لها مثل باقي العالم. لأن الاعتراف بالمشكلة هو بداية الحل. في عرضي لفني أحاول أن أعرض فنا بلغة العصر لنستطيع الوصول للناس حولنا في كل مكان. الطريقة الوحيدة للحفاظ على هويتنا وتراثنا هي إحياء التراث وتجديده بما يواكب العصر بحيث يكون جزءاً من حياتنا اليومية في المنزل في أدواتنا ومطبخنا، وهذا يتم بتحديثه و توليفه ليحاكي الأجيال الجديدة بطريقة تجعل من التراث أمامهم وليس خلفهم. لأننا إذا عرضنا التراث أو احتفظنا به كما هو.. فكأننا نعرض صوراً لأموات يرفضها الجيل الجديد والأجيال القادمة وإحياء التراث لا يتم إلا بإحياء الفنون بجميع أنواعها عن طريق دراسة الفن وتشجيع الإبداع والمؤسسات الفنية والأفراد والجاليريز و المشاريع الفنية الخيرية. فنحن نزور المتاحف حول العالم لنتعرف على حضارات سابقة عن طريق الإنتاجية الإبداعية لهذه الشعوب، وهي الأشياء والأدوات التي كانوا يستخدمونها في حياتهم اليومية من أدوات منزلية ولوحات ووسائل النقل؛ فالتراث هو بنية تاريخية متغيرة تزيد ثراء بفضل الإنتاجية الإبداعية للمجتمع. أو إلى تدهور وانحطاط بسبب تعطل هذه الإنتاجية وركود المجتمع.