غادرت أم محمد النيف الحياة وأسلمت روحها للباري جل في علاه بعد رحلة طويلة في الحياة تجاوزت السبعين عاما, أم محمد النيف (من أسرة الحبردي العريقة) وكانت من الجيل النقي الذي مارس الحياة بكل العفوية والبساطة، والفقيدة رحمها الله أعطت في زمنها ولجيلها وممن هم في عصرها بكل النقاء وروح الإخلاص؛ لأنها ولدت إلى الحياة في زمن الطيبة والعفوية إنه الزمن الذي لم تلونه ألوان الزيف ولم تتدخل فيه أشكال التلوين. عانت أم محمد - رحمها الله- من الأمراض المزمنة من (سكر وضغط) فلم تتبرم ولم تشتك وسلمت أمرها لله سبحانه وتعالى بعد رحلة الحياة المليئة بالجد والكفاح، وراح أبناؤها يبحثون لها عن علاج ويتلمسون لها السبل وهي بطيبتها ونقائها صابرة تتحمل المعاناة لأنها لم تكن تريد أن تثقل على أبنائها بتبرم أو شكوى، أم محمد رحمها الله صفحة مشرقة في الطيبة والنقاء كما هم جيلها من النساء الطيبات النقيات اللاتي تحملن شظف العيش وصعوبة الحياة في بداياتها، لقد رحلت أم محمد بصمت ودون ضجيج يقول أحد أبنائها (إنها كانت رحمها لله تخفي عنا الكثير من معاناتها حتي لا تثقل علينا أو تشعرنا بآلامها). جئت إلى موقع استقبال العزاء فرأيت أخوتها وأبناءها وقد تجملوا بحمد الله وتوفيقه بالصبر والسلوان وشعرت أنني أمام جيل صابر متحمل لمصابه مؤمن بقضاء الله وقدره، رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته وجعل ما أصابها تكفيرا لذنوبها وتمحيصا لسيئاتها وألبس ذويها من أسرتها أسرة النيف وعائلة الحبردي وأقاربهم ومعارفهم لباس الصبر والسلوان. (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).