يتداول الشارع الرياضي خبراً مفاده تحديد سقف أعلى لرواتب المحترفين (إلى لحظة كتابة المقال لم يصدر أي قرار بشكل رسمي)، ينص على تحديد الراتب السنوي بمبلغ لا يتجاوز مليونين وأربعمئة ألف ريال في درجة الممتاز، وثلاثمئة وستين ألف ريال للاعبي فرق الدرجة الأولى. مثل هذه القرارات هي تحايل على واقع احترافي لم يستطع الاتحاد السعودي ولجانه الارتقاء بعملهم وقوانينهم إليه، فاتخذوا أسهل الطرق للابتعاد عن المشاكل ألا وهو المنع. لا نختلف أن تضخم العقود هو مشكلة تعاني منها الأندية السعودية عامة، ولكن المنع ليس الحل الأمثل لحلها على الإطلاق. ففي أي سوق (إن جاز التعبير) يكون الالتزام بقوانينه وحدوده سبيلاً لضبطه وتقنينه. ما أوصل الأندية لهذا الحد لا تتحمّله الأندية وحدها بالتعاقد مع لاعبين بمبالغ تفوق قدرتها على الإيفاء بها، بل لتلك القوانين المطاطة التي تسمح بهضم حقوق الناس وتأخير تسلّمهم لحقوقهم وتضييعها بين الإدارات المختلفة، إما بعذر الحفاظ على سمعة الكرة السعودية، أو (بحب الخشوم)، أو باختراع أعذار وقتية قاصرة تزيد النار اشتعالاً وتذر الرماد في العيون. لنتخيل أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أصدر بياناً يقول فيه: (تعلن الأمانة العامة للاتحاد السعودي القرارات التالية: - سيكون الموسم القادم 2014-2015 بمثابة المهلة الأخيرة لجميع الأندية لتسديد جميع الديون الواجبة السداد. - سيتم منع الأندية التي لم تف بمديونياتها من تسجيل أي لاعب جديد في كافة فئات النادي في الموسم الذي يليه 2015-2016مع مطالبتها باستكمال تسديد الديون، وحرمانها من أي مشاركات خارجية. - سيتم تهبيط الأندية التي عجزت عن استكمال تسديد ديونها بنهاية موسم 2015-2016 إلى الدرجة الأدنى. - يحق لكل ناد إعادة جدولة ثلاثة ديون فقط، وفي حال تعذّر استيفائها يتم تطبيق العقوبات السابقة عليه بنفس التدرج. - يتم إيقاف كافة مستحقات الأندية لدى الاتحاد أو الجهات الراعية في حال تعذّرها عن تسليم المرتبات (لاعبين وعاملين) لمدة ثلاثة أشهر). مثل هذه القرارات ستجعل النادي يفكر ألف مرة قبل التوقيع مع لاعب من الفريق المنافس بمبلغ باهظ لمجرد النكاية، وستجعل الأندية تعيد تقييم لاعبيها بشكل منطقي لتعطيهم ما يستحقون فقط لا أكثر، وستحفز الأندية أيضاً للبحث عن مصادر جديدة للدخل بالاستعانة بخبراء تسويق واقتصاديين وعلاقات عامة. وفي المقابل ستجعل الأندية المتعسرة تقوم ببيع نجومها مرغمة لتسديد ديونها، وتركز على النشء من جديد لبناء فريقها والاستمرار في المنافسة. لم يكن المنع وتحديد الأسقف حلاً في السابق، ولن يكون حلاً كذلك مستقبلاً. فما يصرف تحت الطاولة أو وراء الأبواب المغلقة سيكون مخرجاً لهذه العقود، بل سيكون خلقاً لمشاكل جديدة من الوعود غير المنفذة التي لم تكتب على ورق، ولم تبلغ صفحات العقود. أبعدوا فكر الوصاية عنا، واغرسوا في دواخلنا حس المسؤولية والالتزام. وصدقوني ستتفاجأون بأن هناك من أبناء هذا البلد الجميل من (يفهم) غيركم. (لغة الفرح) هي لغة مثل كل لغات العالم، يجب عليك تعلمها أولاً ثم ممارستها لفترة من الزمن لكي تتقنها. أولى أساسيات هذه اللغة هي الفرح بمنجزك وليس بخسارة منافسك. ثانيها أن تتغنى بأبطالك بدلاً من أن تتشمت بغيرك. ثالثها (وهي الأهم) أن لا تكون متشنجاً في حديثك ونقاشك وتصرفاتك، فأنت البطل، ولا يليق بالأبطال أن يخرجوا عن طورهم عند الانتصار وإلا فإنك ستثبت للجميع أنك من (محدثي البطولات) ولست من أهلها. افرحوا للفرح نفسه، ولا تظهروا أنفسكم بمنظر الحاقد المكبوت الذي كان ينتظر أي فرصة الانفجار. ألستم بأبطال؟ فلماذا تصرون على تصوير نفسكم بالصغار؟ عجبي. بقايا... - استحداث قانون (اللاعبين المواليد) سيكون أثره إيجابياً بشكل كبير على اتساع رقعة المواهب. ولكن القانون وحده لن يكتمل إلا بتشريعات عدة تجعل من الاستفادة ملموسة وحقيقية. - حاتم خيمي! من أين خرجت لنا يا رجل؟ وبأي منظر خرجت؟ فعلاً، بعض الناس صمتهم من مصلحتهم وحدهم. - الفريق الأولمبي بنادي الهلال يسارع الخطى نحو تحقيق بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، ولكن يجب أن تكون هذه البطولة هي الأخيرة لهم أولمبياً. فإما الفريق الأول أو الانتقال أو الاحتراق. - حرب البيانات بين الهلال والنصر مخجلة بكل المقاييس. أما من رجل رشيد يوقف هذا العبث؟ خاتمة... فما ينفع الأُسْد الحياء من الطوى ولا تتقى حتى تكن ضوارياً (المتنبي)