إن من أجل نعم الله على عباده نعمة الإسلام ديناً ومحمداً عليه الصلاة والسلام نبيناً والشريعة المنهجية الشمولية التي يتمتع بها ديننا الحنيف فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا مغالاة، ومن هنا نشير إلى أمر في غاية الأهمية والخطورة معاً ألا وهو وجوب لزوم جماعة المسلمين وإمامهم درءاً للفتنة وصلاحاً للحال ودفعاً للمفاسد وجلباً للمنافع وتهيئة للصلاح ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة، فقتل فقتله جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه) رواه الإمام مسلم في صحيحه، ومما يزيد من أهمية هذا الأمر التقلب الحاصل في مختلف البقاع ما بين هرج ومرج وسفك ونحر وتجويع وتخويف وإرهاب للآمنين في ديار المسلمين باسم الإسلام والمصلحة ومحاربة أعداء المسلمين هذه الأحداث المتفرقة في أنحاء المعمورة ثنيت معها الأنامل لتشير بها إلى الإسلام، وزج في الإسلام في سياقات لم تكن في الحسبان وإن الدنيا لا تخلو من الاختلالات غير المتوقعة والتساقط العمودي غير المشرف الذي يلقي بضلاله على حياة الناس والكون بإكمله إلا أن التاريخ عادة لا يعطي إشارات تدل على انعطافه يمنة أو يسرة، لكن ذلك لن يثني علماء المسلمين الصحاح الثقات ممن يسبرون العلم الشرعي ويتقنونه ويعلون مخافة الله فوق كل شيء في تحملهم لمسؤوليتهم أمام الله وأمام الأمة وأمام الرعية من ابناء هذه البلاد المباركة، إن ما يحدث من أحداث على المستوى الإقليمي والدولي يشعر الجميع بعظم الأمر وخطابة الحدث ويؤشر للحاجة إلى صياغة من منطلق المسؤولية المعنوية والأدبية لتوضيح مخاطر الانسياق والانصياع للأفكار غير المنضبطة بالأحكام والضوابط والتشريعات الصحيحة من جانب وضرورة تبني إعادة صياغة عميقة للخطاب الإعلامي المؤجج بصبغة الإرادة وتطويعه لصالح الأمة وبطابع عقلاني متزن ومعقولية شاملة، إن السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين وعلماءهم الثقات الناصحين وعدم الخروج على ولي أمرهم الحاكم إمامهم منم أوجب ما يكون ويكون في زمن الفتن بل من أوجب وآكد ولا تستقيم حياة المسلمين في معاشهم ومعادهم وعبادتهم ولا ينعمون بالأمن والأمان إلا بطاعة الله ومخافة ولاة كانوا أو مواليين وهذا ما يزز من وجود النصح للولاة والمسؤولين ممن يبغي أو يفسد فيثير العامة على الخاصة وينفتل الحبل العاصم. حفظ الله هذه البلاد ودينها ومليكها وشعبها من كل مكروه ووفق الأمير لكل ما يحب ويرضى والله الموفق.