في السنوات الأخيرة الماضية كان هناك تحدٍّ كبير في المحافظة على حصتنا من المقاعد الآسيوية الأربعة للأندية السعوديَّة وقد قدّر لنا النجاح في ذلك بفضل الله، وها هي الأندية الأربعة قد شاركت في البطولة الآسيوية ولكن ما لم يكن بالحسبان هو ذلك المستوى من الأداء غير المتوقع لغالبيتها، بل وينذر بخروجها من المنافسة في القريب إذا ما لم يتم تدارك الأخطاء السابقة. ومن خلال المتابعة لما قدمته جميع الأندية الأربعة بالعموم يَرَى أنها لم تتواكب مع حجم المنافسة الآسيوية، فالبرغم من المستوى المميز لبعضها خلال منافسات دوري عبداللطيف جميل إلا أنها سرعان ما يتراجع ذلك المستوى الفني بصورة عامة أمام مواجهات أندية الاتحاد الآسيوي لأسباب غير واضحة، فإن حلم الفوز بالبطولة الآسيوية لا يكاد يغيب عن أذهان جميع الأندية بدوري المحترفين سواء على مستوى اللاعبين أم الإداريين، بل إن ذلك الحلم هو هاجس يراود جميع جماهير تلك الأندية بالرغم من اختلاف أعمارها وأجناسها، نظرًا لما يمثله الفوز بتلك البطولة من أهمية وإنجاز كبيرين يفرح به الجميع. فقد عانت الأندية السعوديَّة كثيرًا خلال السموات والمواسم الماضية في سبيل السعي لتحقيق ذلك الحلم الآسيوي، وقد يعود ذلك لعدة أسباب أهمها انشغال الفرق في المنافسات المحليَّة من دوري المحترفين بالإضافة إلى عدم وجود خطة واضحة سواء على المستوى الإداري والفني يتم العمل من خلالها لبناء فريق على مستوى عالٍ من اللياقة والمهارة لديه القدرة على لعب العديد من المباريات والمنافسات الداخليَّة والخارجيَّة من دون تأثر بغياب أحد اللاعبين أو إصابته، لأن ما شاهدناه خلال المباريات السابقة من خلل فني يؤكّد ذلك باستثناء نادي الشباب. وبالرغم من الترتيب المتقدم للدوري السعودي للمحترفين بين ترتيب الدوريات العالميَّة الأخرى، إلا أن ذلك التقدم لم يترجم على أرض الواقع كنتائج أو مستوى أداء خلال المنافسة الآسيوية، وهذا بدوره يمثِّل مؤشرًا غير جيّد على أن ذلك التقدم في الترتيب لم يكن يعكس الصورة الفنيَّة الدقيقة لمستوى الأندية، بالرغم من القيمة الماليَّة الكبيرة التي وصلت إليها مبلغ رعاية دوري عبداللطيف جميل مقارنة بالدوريات العالميَّة الأخرى. كذلك ما ينفق من مبالغ كبيرة على استقطاب اللاعبين المحترفين سواء المحليين أو الأجانب من قبل إدارات تلك الأندية لا بُدَّ من أن ينعكس على مستوى الأداء للفريق داخل الملعب، فهناك العديد من الأمثلة لأندية لم تكن تمتلك ذلك الكم الكبير من اللاعبين ذوي القيمة العالية والمبالغ الخيالية إلا أنها استطاعت تحقيق إنجازات خلال المنافسات الدوليَّة. فما تملكه تلك الأندية الأربعة من إمكانات مميزة وأسماء كبيرة لم نجد أثره وانعكاسه على أرض الواقع خلال الجولة الماضية، صحيح أن لعبة كرة القدم تشارك بها العديد من العوامل ولكن التخطيط الجيد والعمل على الابقاء وتطوير مستوى اللياقة البدنية والأداء للاعبين سيكون له كلمة الفصل في المباريات، وبالتالي ستتمكن الفرق من تحقيق نتائج ملموسة وجيدة بغض النظر عن الظروف الأخرى التي قد تتسبب في الإخفاق كسوء الحظ أو المفاجآت الأخرى التي من الممكن أن تغيّر النتيجة. ويمكننا القول: إن المهمة لم تنته بعد ولكنها في نفس الوقت قد ازدادت صعوبة ولكن الأمل في تحقيق إنجاز آسيوي مازال موجودًا خصوصًا إذا ما تَمَّ العمل على تدارك الأخطاء التي حدثت خلال المباريات الماضية بصورة جدية، بالإضافة إلى ذلك لا بُدَّ من تدعيم وزيادة الثقة النفسية للاعبين ورفع الروح المعنوية لهم لكي يقدَّموا ذلك الأداء المعهود منهم داخل الملعب كما قدّموه في منافسات الدوري. إن استمرار ذلك المستوى المنخفض من الأداء سيُؤدِّي إلى نتائج غير جيّدة ليس على مستوى البطولة الآسيوية فحسب، بل إن ذلك قد ينعكس على المقاعد الأربعة خصوصًا المملكة في بطولة الاتحاد الآسيوي التي سبق أن فقدنا نصف مقعد منها بالماضي القريب، نظرًا لما يحدث حاليًّا داخل أروقة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من مقترح جديد يتم من خلاله تغيير آلية تقييم الدوريات المحترفة خلال العامين المقبلين، وبالتالي سيؤثِّر بصورة مباشرة على مقدار المقاعدالممنوحة للدول في الاتحاد الآسيوي، فالآلية المقترحة تركز بنسبة كبيرة على المعيار الفني للأداء بنسبة 70 في المئة والباقي وقدره 30 في المئة يمثِّل مركز المنتخب في التصنيف العالمي والقاري، وإذا ما تَمَّ إقرار ذلك المقترح فإنّه سيتحتم علينا التركيز بصورة كبيرة على تحسين الأداء والتركيز على الجانب الفني للأندية بصورة خاصة خلال هذا الموسم لأنّه سيؤخذ بالحسبان في منافسات 2015 و2016 القادمة.