لم يكن سكرتير الاتحاد الآسيوي وهو يستهل مراسم قرعة دوري أبطال آسيا المقبل بمجاف للحقيقة عندما ذكر أن دوري أبطال آسيا المنصرم كان أقوى بطولة من حيث الإثارة والمنافسة والحضور الجماهيري الكثيف وكما تجلى ذلك الحضور الكثيف في مباريات عدة في شرق القارة فإنه أيضًا تجلي في مواجهتي الأهلي بمنافسه الاتحاد مرتين ومواجهات للأهلي عديدة على ملعبه في مشوار البطولة الآسيوية وكذلك الأمر بالنسبة للاتحاد وللهلال أيضًا في ذات المشوار وهو ما يجعل الاتحاد الآسيوي أكثر حرصًا وتطلعًا لمشاركة الأندية الجماهيرية العملاقة ، وسيعوض تواجد الأندية الجماهيرية كالأهلي والهلال والاتفاق في النسخة الحالية غياب شقيقهم الاتحاد النادي الجماهيري أيضًا في تلبية الرغبة الآسيوية بملاعب مليئة بالجماهير لكونها هي من تضفي على البطولة المتعة والإثارة وتزيد من وهج النجوم، وأجزم بأن جماهيرية اللقاءات التي يكون طرفيها أو أحد طرفيها فريق سعودي كبير كما حدث بين الأهلي والاتحاد من العوامل التي أعادت لنا المقعد الرابع وكذلك وصول الأهلي لنهائي دوري أبطال آسيا في نسخة البطولة الأخيرة .. - تابعت مراسم القرعة ووجدت أن مشوار الشباب مريح نوعًا ما فليس هناك فريق يمكن له أن يتفوق على الشباب سوى الجزيرة الإماراتي أما تراكتور الإيراني والجيش القطري فيبدو لي أنها ذات مستوى أقل ، ولعل الصعوبة تجلت في مجموعات الهلال والأهلي والاتفاق ، ففرق مثل العين والريان والاستقلال في مجموعة الهلال ستشكل له بعض الصعوبة لإمكانياتها الجيدة على نفس المستوى مع الهلال وأيضًا الأهلي الذي تجددت مواجهته لأحد أفضل فرق القارة في السنوات الأخيرة سباهان الإيراني بعد أن تواجها ثلاث مرات في النسخة الماضية من البطولة وأضف إليهما الغرافة القطري صاحب الحضور المميز على مستوى الآداء والنتائج أما الفريق الرابع بين النصر الإماراتي ولوكوموتيف الأوزبكي فهو أقل إمكانيات وحضور من الفرق الثلاثة التي سبق تناولها في هذه المجموعة ، ويأتي الاتفاق كصاحب حظوظ جيدة في التأهل برغم وجود لخويا القطري أحد أخطر فرق غرب القارة وفريق بختاكور الأوزبكي والمتأهل من الأدوار التمهيدية ، وبنظرة عامة على موقف ممثلينا هذه المرة في النسخة الآسيوية 2013 نجد أن الأحلام والطموحات ستظل حاضرة برغم انكسارات الماضي على صعيد مشاركات الفرق السعودية ووصول بعضها إلى الأدوار النهائية كالأهلي والاتحاد في السنوات الأخيرة ومن الإيجابي أن يكون لممثلينا الأربعة هذه المرة الأهلي والهلال والشباب والاتفاق روح متفائلة بعيدة عن الإحباط ولغة جديدة طموحة تلغي من قاموسنا نغمة (الآسيوية صعبة قوية) التي ما زلنا نرددها كاسطوانة في ظل تفوق فرق شرق القارة وسيطرتها على البطولات الآسيوية الكبيرة في السنوات الأخيرة .. - دورينا الآن بحاجة إلى صورة أجمل وقوة صارمة في اجتثاث الفساد الرياضي أيًا كان مصدره حتى يصل إلى قمة الأفضلية في منافسات الدوريات العربية والقارية ولا يحتاج بجانب العامل الجماهيري سوى لحسن التنظيم وعمل اللجان واستكمال نواقص العمل الاحترافي بعد أن ينفض مولد الانتخابات وحضور الأسماء المؤمل فيها أن تحدث هذه النقلة ، ربما هناك أسماء لم تشهدها قوائم الجمعية تحمل المؤهل والخبرة لاشك بأنها لو أتت لشكلت إضافة جيدة ونوعية للعمل الرياضي إلا أن الأسماء الموجودة لديها الفكر ولديها القدرة على الحضور بشكل مؤثر في صياغة عمل اتحاد الكرة والمشكلة هنا في الثقة التي يجب أن يزرعها الشارع الرياضي في المسؤولين المنتخبين بدلاً من التشكيك الدائم الذي يقوده تقاطع المصالح، لا يهم إن حضر أحمد عيد أو ابن معمر ولكن ما يهم هو أن يجد الدعم متى جلس على مقعده، هناك من يقول إن أحمد عيد هو الأكفأ والرجل القادر على إدارة أمور الاتحاد من واقع خبراته ومناصبه المتعددة وقدرته على امتصاص صدمات المشكلات الناتجة عن عراك الأندية وهذا حق متاح لكل من يرى في هذا الرجل النجاح والصبر وملامح الأمل في صياغة اتحاد مثمر وإيجابي إلا أنه من حق ابن معمر أن يطرح برنامجه ويحشد قواه وأن يفوز في نهاية الأمر كما هو الحال بالنسبة لأحمد عيد وهذه هي ثقافة الانتخابات قد تأتينا بالأفضل وقد لا تأتي به.