قرّرت وزارة التربية والتعليم منع إقامة المحاضرات والندوات داخل المدارس الحكومية والأهلية بنين وبنات، وكذلك منع توزيع ونشر المطبوعات وأي مواد أو محاضرات ليست لها صلة بالمجال التعليمي إلا بموافقة رسمية من نائب الوزير للبنين والبنات. وهذا القرار الصائب من لدن الوزارة لم يأت من فراغ أو عبث، وإنما نابع من حرص الوزارة على تربية النشء وحماية الطلاب والطالبات من الأفكار المضلّلة والمنحرفة، وجاء تأصيلاً للقيم الدينية المعتدلة والوسطية وزرع الوطنية والانتماء للوطن لدى الطلاب والطالبات. وهذه الخطوة المباركة لم تتنبأ لها الوزارة قبل سنوات مضت، إذ كان الحبل متروكاً على الغارب، ويتسابق الدعاة والمحاضرون على المدارس التي كانت تستضيف دعاة غير مصرَّح لهم بإلقاء المحاضرات والخطب داخل قاعات المحاضرات في المدارس الثانوية والمتوسطة، وبعضهم غير مؤهل، ولا يحمل الشهادة في العلوم الشرعية التي تؤهله لإلقاء المحاضرات، إضافة إلى توجهات بعضهم الفكرية غير المعلومة والمشبوهة. وهذا القرار كان الجميع في انتظاره منذ زمن طويل، ونشكر عليه وزارة التربية والتعليم ممثلة في وزيرها صاحب الرؤية الثاقبة وبعد النظر الحريص على ثقافة وتنشئة الطلاب والطالبات النشأة المثالية، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وفقه الله ورعاه. كما أن هذا القرار سينعكس بلا شك إيجاباً على ثقافة النشء في المستقبل وسيؤدي على المدى البعيد في ظهور جيل واع ومثقف ووسطي.