عكس الحضور النوعي لافتتاح فعاليات دورة «إعلام المالية والنقد الدولي» أمس، التي تنظمها أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي في الرياض، سواء من قيادات مؤسسة النقد العربي السعودي أو من صندوق النقد الدولي، الأهمية الكبيرة والدور الرئيسي الذي تلعبه التقارير والتحليلات المالية، في إطار العمل التكاملي الذي يجمع الإعلام والقطاع المالي والاقتصادي، هذا العمل الذي يقوم على توخي الدقة في نقل المعلومة، إلى جانب تعزيز مفهوم الشفافية. وتهدف الدورة إلى تطوير المستوى الاحترافي للإعلاميين والإعلاميات السعوديين، في مجال الكتابة في الشأن المالي والنقدي العالمي. وثمن الدكتور فهد المبارك محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي خلال افتتاحه فعاليات الدورة، دور الإعلام والإعلاميين كشريك مهم لقطاع المال والاقتصاد، مؤكدا أهمية دقة نقل وعرض المعلومات والتحليلات المالية من مصادرها الرسمية، وأن المؤسسة تدعم إقامة مثل هذه الدورات في مدن المملكة الرئيسية. من جانبه، سلط الدكتور أحمد الخليفي نائب المحافظ للأبحاث والشئون الدولية في كلمته الضوء على الاقتصاد السعودي ومتانته، مضيفا أن المملكة لعبت دورا حيويا في استقرار سوق النفط العالمي، مبرزا دور المؤسسات الاقتصادية في المملكة ودورها في منظومة الاقتصاد السعودي. من جانبه، قدم الدكتور إحسان بوحليقة في حديثه خلال الجلسة الافتتاحية لمحة عن مكونات الاقتصاد السعودي وقطاعاته وكذلك لمحة عن التحليل المالي الصحفي وكيفية بناء التحليل الاقتصادي. كما تولى الدكتور سلطان الحمزي المشرف العام على البرنامج الحديث عن التقارير الصحفية وتغطية المعايير المشتركة بين الفنون الصحفية والفروقات بينها. كما شهدت الجلسة الكثير من النقشات الحيوية بين المتحدثين وبين الإعلاميين المشاركين. وتشرف أكاديمية أحمد بن سلمان على تنفيذ الدورة بالشراكة مع مؤسسة النقد العربي السعودي، وذلك بحضور 31 صحافيا وصحافية، يُمثلون المؤسسات الإعلامية في السعودية، ويُحاضر فيها ستة متحدثين متخصصين، لتغطية جوانب البرنامج المختلفة الذي يعد أول برنامج تدريبي في الإعلام المالي، كما يسعى البرنامج إلى تعزيز الوعي بدور المؤسسات الدولية ذات العلاقة، مثل صندوق النقد الدولي، والتعريف بدور المملكة في هذا المجال، وبأهم المصطلحات المتخصصة، وإستراتيجية الإعلام المالي والنقدي الدولي. وشارك في تقديم البرنامج عدة أسماء بارزة في مجال الاقتصاد والمال، في المستويين المحلي والدولي، أبرزهم: الدكتور فهد المبارك محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، والدكتور أحمد الخليفي، وكيل محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي للأبحاث والشؤون الدولية، وتيم كلن، مساعد مدير شؤون الشرق الأوسط ووسط آسيا في صندوق النقد الدولي. ويُقدم البرنامج أيضا: الدكتور فهد الشثري، المدير التنفيذي للسعودية في صندوق النقد الدولي، والدكتور إحسان بوحليقة، رئيس مركز جواثا للاستشارات، وفهد العجلان نائب رئيس التحرير في صحيفة «الجزيرة»، والدكتور سلطان الحمزي، مدير البرنامج والمدرِّب الرئيس. ويتضمن البرنامج التدريبي محاور عدة ذات علاقة بالثقافة المالية والاقتصادية، على المستويين المحلي والدولي، حيث يتناول المحور الأول: النظام الاقتصادي في السعودية، والأقسام ومسميات الدوائر، والمصطلحات المالية، ونظرة إلى الاقتصاد المحلي. فيما يتناول المحور الثاني: استعراض دور صندوق النقد في متابعة واستقرار اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والاقتصاد العالمي. ويستعرض الثالث آخر التطورات الاقتصادية في السعودية، ودورها في الاقتصاد العالمي، واستعراض علاقتها بالمؤسسات الاقتصادية الدولية، وأهمها صندوق النقد الدولي. والمحور الرابع يُركز على السياسات التحريرية، وتأثيرها في مضمون المعالجات المالية. وقد أكدت مؤسسة النقد العربي السعودي، أن مشاركتها الإستراتيجية في البرنامج، تأتي انطلاقا من إيمانها بحاجة السوق المحلية إلى تطوير قطاع إعلام المال المتخصص، الذي يحقق المصلحة العامة للشركات والأفراد. من جهتها، أوضحت أكاديمية الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي، أن البرنامج يعزز دور المؤسسات الإعلامية في التعاون مع الجهات ذات العلاقة، من أجل المساهمة في تأهيل الكوادر البشرية في جميع مجالات الإعلام التطبيقي المتخصص. وأشارت إلى أن مشروع الإعلام المتخصص يأتي متوافقا مع رؤية الأكاديمية من أجل تطوير قطاع الإعلام السعودي، ودعم المؤسسات الإعلامية بكوادر تحرير متخصصة في جميع المجالات الحيوية المتنوعة، وتطوير مهارات الإلمام بمفاهيم التخصص ومتطلباته ومصطلحاته.