الدكتور عبدالرحمن بن علي الدوسري صدر له كتاب بعنوان: (جاري قبل داري).. والكتاب يشير إلى أهمية حقوق الجار والأسلوب الأمثل في التعامل معه.. ويقول المؤلف: إن الإنسان في هذه الحياة يعيش بين جيران له يأنس ويهنأ بهم، لا سيما إذا كانوا صالحين طيبين.. ولقد حث الله تبارك وتعالى على العناية بالجار فقال عز وجل: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} (36) سورة النساء ولقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجار، فعن ابن عمر وعائشة رضي الله عنها قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه). إن من وسائل زرع المودة والمحبة بين الجيران: الكلمة الطيبة، وإلقاء التحية، والترحيب الحسن عند لقاء الجار، ومراعاة مشاعر الجار وراحته في التعامل والرفق بأولاده والنصح لهم بالحكمة والموعظة الحسنة، والصفح عن أخطائه، ولا سيما إذا كانت غير مقصودة أو عن جهل ونسيان. الجيرة الصالحة عون بعد الله تعالى على نوائب الدهر وعامل مهم من عوامل صلاح الولد واستقامته، لا سيما وإن وفق المسلم إلى جار صالح يتسم بالحكمة في الدعوة إلى الله، ويعي حقوق الجيرة ويقوم بها حق القيام.