نقدم بدءا خالص الاحترام والتقدير لإخواننا وأهلنا الأعزاء في قطر، ونعتذر منهم عما يمكن أن يفهم أو يرد للذهن بأنه مساس بالأخوة والمحبة والقربى والمجورة معهم؛ وما تم من إجراءات سياسية اتخذت على أعلى مستوى في السعودية والإمارات والبحرين بسحب السفراء من الدوحة، وما يمكن أن يتخذ من إجراءات إضافية إن لم يتم تعديل مسار السياسة القطرية؛ لا يخدش قيم الانتماء إلى منظومة دول مجلس التعاون التي تؤكد الاعتزاز بقيم الإسلام والعروبة، والاتحاد في مواجهة أية مخاطر تهدد أمن المنطقة الخليجية والعربية والإسلامية. الموقف السياسي الدبلوماسي الذي اتخذته الدول الثلاث رسالة ساخنة وقرصة أذن لقطر بعد حوار طويل وتعهدات كثيرة متوالية ورسائل تنبيه وجلسات مشاورة ورحلات مكوكية لمندوبين بضرورة أن تعدل قطر من اتجاه بوصلتها التي تسعى إلى تعقيد الأزمات القائمة وتمكين الأعداء من تحقيق غاياتهم، وشق عصا الإجماع الخليجي في مواجهة النتائج السلبية التي أحدثها إعصار ما يسمى بالربيع العربي. لقد سلكت قطر ومنذ زمن ليس بالقصير عبر قناتها الجزيرة مسلك التهييج على حكومات المنطقة، وسخرت من الجزيرة منصة انطلاق لدعوات التثوير وإحداث الفوضى في المنطقة ؛ بحيث أصبحت وسيلة إعلامية لتنظيم القاعدة تبث من خلالها بياناتها وأشرطتها وتعلن عن مواقفها من تفسير ما يحدث؛ بحيث تؤدي الدور الإعلامي الذي تمنت القاعدة أن تؤسسه وأن تصل من خلاله إلى ملايين المتابعين. وهي في فورة ما يسمى بالربيع العربي اشتغلت على تهييج الشعوب وإحداث الانقسام في الشارع العربي وبث الإشاعات واستضافة رموز فكرية وقيادية وإعلامية تنتمي إلى جماعات سياسية مؤدلجة متغولة في التنظيمات السرية الحزبية؛ لتنطلق من خلال قناة الجزيرة في بث دعوات الإثارة ودفع الشارع العربي إلى الانتحار؛ تحقيقا لمخطط الشرق الأوسط الجديد الذي وضع خطوطه الأولى المفكر الصهيوني الأمريكي برنارد لويس، وتبنته السياسة الأمريكية رسميا منذ إسقاط الشاه من حكم إيران وإحلال الخميني محله 1979م وبدأت في تنفيذه لاحقا خطوة خطوة حسب الفرص السياسية الدولية المتاحة، واستجابة الشارع العربي لدعوات التغيير بعد أن كونت أكاديميات خاصة بذلك في قطر والكويت والبحرين من خلال منظماتها المدنية وتبنت كوادر فكرية ودعوية معروفة ومشهورة تنهض بمهمة تنشئة جيل قادر على الانخراط في مخطط التغيير والانقلاب متى ما دقت ساعة العمل. لقد نفذت قطر ما كلفت به من أدوار لإعادة رسم خريطة المنطقة بالتعاون مع الغرب واستخباراته وسفاراته وجماعة «الإخوان المسلمين»، وسعت إلى إضعاف حكومات المنطقة أو إقلاقها بمد اليد سرا أوعلنا إلى إيران ومن يدور في فلكها من منظمات شيعية متطرفة كحزب الله والحوثيين في اليمن وغيرهم من الجماعات المتطرفة المنتمية إلى الشعوبية الفارسية، ومن ذلك دعوتها إلى استضافة جماعة «وفاق» البحرينيةالإيرانية المتطرفة لتنطلق من الدوحة لإقلاق حكومة البحرين، وإمداد حزب الله بالمال والدعم الإعلامي والسياسي ليصل إلى الهيمنة والنفوذ في لبنان، ومد الجماعات الإخوانية المتطرفة في فلسطين كحماس بكل أنواع الدعم المالي واللوجستي ؛ بينما تقيم قطر العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وتصدر لها الغاز من خلال عقود طويلة الأجل!. واتساقا مع سياستها التي تسعى إلى تحقيق حلم الشرق الأوسط الجديد الذي سيعيد رسم حدود دوله؛ تبنت قطر الانتصار لجماعة الإخوان الضلع الثاني في مؤامرة مخطط برنارد لويس، ووقفت معها في إثارة الشعب المصري بكل ما ملكته الجزيرة من مقدرة إعلامية وما تخزنه قطر من أموال في سبيل إعادة الإخوان من جديد إلى حكم مصر؛ لأنها بوابتهم إلى السيطرة على العالم العربي كله! لقد شكلت قطر الضلع الثالث مع أمريكا والإخوان المسلمين في مؤامرة الشرق الأوسط الجديد، وكانت الداعم الأكبر لتحريك الشعوب العربية من خلال استضافة العناصر المؤدلجة وإنشاء الأكاديميات ومد الجماعة بالمال والدعم الإعلامي. ولقد آن الأوان أن يزاح الستار عن الدور القطري في تنفيذ هذا المخطط.