كتبت عن الفخر، والهيبة الأمريكية، والتي لطالما تغنى بها المواطن الأمريكي، ويحضر في هذا الصدد رؤساء كبار، صنعوا فارقاً في التاريخ البشري، مثل إبراهام لينكولن، في القرن قبل الماضي، وقبله أحد أبرز الآباء المؤسسين، جورج واشنطن، ورفقاء دربه، توماس جيفرسون، وجون آدمز، وبعدهم، فرانكلين روزفلت، وجون كينيدي، ورونالد يجان، وبوش الأب، وكلينتون، وهي الهيبة التي جعلت فرائص القوى الكبرى ترتعد، عندما يحلق النسر الأمريكي غاضباً، ناهيك عن القوى التي دون ذلك، والكل يعلم أن الولاياتالمتحدة هي الرقم الصعب حول العالم، فإن رضيت فهذا عين المطلوب، وإن غضبت رأيت الناس كلهم غضابا، فما الذي جرى لهذه الهيبة. عندما هدد أوباما بأنه ستكون هناك عواقب، في حال تدخل الروس في أوكرانيا، كان هو ذات الرئيس الذي ورط نفسه، ووضع خطوطا حمراء لبشار، ولم يقم بأي عمل من أي نوع، وأغضب حينها حلفاءه، وأعداءه الجمهوريين، على حد سواء، فالهيبة الأمريكية خط أحمر لدى المحافظين، وأعقب ذلك بملاحقته لملالي طهران، ولهذا السبب فإن الرئيس، صلب المراس، أو «صليب الرأس»، ولاعب الكراتيه، ورجل المخابرات العتيد، فلاديمير بوتين لم يأخذ التهديد على محمل الجد، واستصدر قراراً برلمانياً بالتدخل في أوكرانيا، وحرك بوارجه، وقواته، دون أن يرف له جفن، فهل كان بوتين وحده من لم يكترث لتهديد أوباما. كتب موقع فوكس خبراً عن تهديد أوباما لبوتين، فجاء الرد من الأمريكيين أنفسهم، إذ تهكموا بشكل غير مسبوق على هذا التهديد، وكانت التعليقات مؤلمة، فمنهم من قال إن أكبر تهديد لروسيا هو أن يترشح أوباما لرئاسة روسيا!، وقال آخر، إن على أوباما أن يرمي قلمه على بوتين فهذا سيكون مؤلماً!، وصرخ ثالث قائلاً: إن أوباما أصبح مسخرة للعالم أجمع، وليس فقط للروس، ثم أضاف معلق آخر قائلاً: لا تكترث يا بوتين، فأوباما سوف ينفي أنه هدد روسيا، وذلك في إشارة إلى الخطوط الحمراء التي وضعها أوباما لبشار الأسد، وكرر آخرون أن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى الرئيس ريجان، صاحب حرب النجوم، والتاريخ الطويل، والصاخب، مع الاتحاد السوفييتي، وكان هناك تعليقات أشد، وأقسى، إذ يبدو أن أوباما ضرب الهيبة الأمريكية، والتي هي مصدر الفخر للأمريكيين في مقتل. حسناً، هل يدرك أوباما، ولو متأخراً، أن ذكاءه الوقاد، وثقافته، لم، ولن تخدمه في مسيرته السياسية، وهل يعي أن المواطن الذي انتخبه لم يكن يأمل منه أن يخفق داخلياً، ويفقد الولاياتالمتحدة هيبتها في الخارج، وأضف إلى ذلك أنه همش حلفاءها التاريخيين، وهذه كلها نكبات، لم يكن أسوأ المتشائمين يتوقعها في مسيرة هذا الرئيس، والذي ربما يدخل التاريخ كواحد من أسوأ الرؤساء في تاريخ الإمبراطورية الأمريكية العظمى.