في أوكرانيا ثورة شعب قرر أن يتخلص من حاكمه الديكتاتور، وقد فعل وسارت الأمور بشكل طبيعي؛ لكن السيد بوتين قرر التدخل عسكرياً ضد إرادة هذا الشعب الثائر، والسؤال ماذا لو انتصرت ثورة سوريا هل سيتدخل السيد بوتين أيضاً لإعادة بشار فيصبح مثل هتلر الذي أعاد موسوليني ذات يوم؟! طبعاً لولا دعم روسيا لسقط بشار منذ زمن بعيد؛ لكن طالما أن بوتين يدعمه منذ ثلاث سنوات فما المانع أن يفكر أيضاً في إعادته لو سقط وبنفس الحجة وهي حماية مصالح روسيا؟ أظن أن هذا الأمر وارد جداً والأنموذج الأوكراني خير دليل، خصوصاً لو مضت روسيا أكثر في موضوع التدخل العسكري.. المضحك أن السيد أوباما حاكم أقوى دولة في العالم خارج التغطية كما جرت العادة؛ فهو يهدد ويتوعد ويرسم مع نفسه مزيداً من الخطط والخطوط الحمراء بينما الروس يفعلون ما يريدون ويذهبون بمنتهى الطمأنينة بعيداً، وربما أبعد مما هو متوقع في المستقبل القريب. واضح جداً أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تخسر الكثير مع السيد أوباما؛ إنها تتراجع كدولة عظمى ولظروف مختلفة؛ لكن نهايات الدول العظمى تكون مزعجة جداً لارتدادات هذا التراجع الخطير على كل الحلفاء والأصدقاء.. إذاً لابد أن يغير العرب من بوصلة المصالح التي كانت تتجه في غالبها إلى مكان واحد!! أوباما غير مأمون أبداً في هذا الجانب من العلاقات؛ فهو يبيع حلفاءه وأصدقاءه في أي وقت وأمام أتفه مشكلة، وقد فعلها في بدايات الفسيخ العربي وباع كثيراً من المقربين.. أرجو أن يتعلم العرب من هذه الدروس المجانية التي يقدمها السيد أوباما، وأن لا يرهنوا مصالح شعوبهم على سياساته المرتبكة. المؤلم أننا في كل هذا المخاض المذهل نتفرج على الروس والأمريكان، وعلى كل الفتوات في هذا العالم وهم يتبادلون أدوار الطغيان منذ سبعين سنة، ولكن المشكلة أن التصفيات النهائية دائماً تجري على أرضنا مهما بدت بعيدة في بداياتها.. أمامنا مستقبل غامض جداً.