ظهرت على السطح مشكلة التحايل في أعمار اللاعبين خلال مجريات الأسبوع الماضي بعد أن نشرت صحيفة «الصن» الإنجليزية خبراً مفاده أن النجم الكاميروني الدولي صامويل إيتو مهاجم نادي تشيلسي في عمر ال39 وليس ال32 كما تزعم أوراقه الثبوتية، واعتمدت الصحيفة على تصريحات شريكة اللاعب السابقة «آنا بارنكا» التي أكدت أن اللاعب من مواليد عام 1974م وأنه يبلغ من العمر 39 عاماً، وأن إيتو أنقص من عمره قبل أن يحترف في القارة الأوروبية بهدف الاستمرار لأكبر وقت ممكن كمحترف في الأندية الغنية. لم يتم التأكد بعد من صحة ذلك الخبر من قبل مسؤولي النادي اللندني الذي دفع ما يقارب السبعة ملايين يورو، إلا أن الشكوك بدأت تدور داخل أروقة البلوز، وتحدث المدرب مورينهو حول ذلك الأمر للصحفيين بأنه لا يعلم إذا كان عمر إيتو 32 أم 35 أو حتى 39 وأشار إلى أنه لا ينوي الإساءة لإيتو الذي يمتلك إنجازات جيدة في مسيرته الاحترافية يصعب تجاهلها. كلمات مورينهو عكست الجدل الدائر بالفعل حول عمر اللاعب الحقيقي، وستؤكد الأيام المقبلة، فيما إذا كان إيتو لائقاً لأن يلعب لموسمين أو ثلاثة مواسم أم أنه سيتوقف عن الجري والتسجيل بالسرعة والقوة التي عُرف بها، وأستغرب حقيقةً أن يتم التحايل على الأندية العملاقة في القارة العجوز التي تمتلك الأجهزة المتطورة والمتقدمة خلال عملية الكشف الطبي الذي يجريه اللاعب قبل الانضمام لصفوفها، ويعد اختبار «إم آر آي» للعظام والمستخدم من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم لكشف أعمار اللاعبين في بطولاته الدولية للفئات السنية من أهم الوسائل التي يجب أن تعتمدها الأندية الكبيرة خلال مجريات الكشف الطبي لأي لاعب ترغب في التعاقد معه. هل التحايل في أعمار اللاعبين موجود بالفعل؟ وهل هو مشكلة تهدد تعاقدات الأندية الأوروبية؟ تساؤلات عدة طُرحت في موقع «بي بي سي» البريطاني، وأجاب عنها النيجيري الدولي السابق جوناثان أكبوبوري (45 عاماً، الذي يعمل حالياً وكيل أعمال تعاقدات) بتأكيده أن تحايل الأندية الأفريقية موجود فعلاً وما زال مستمراً، ولعل قضية اللاعبين التسعة الذين تم الإمساك بهم خلال شهر أبريل 2013 في منافسات بطولة أفريقيا تحت 17 عاماً في المغرب تعد آخر القضايا الرسمية حول هذه المشكلة، وذلك بعد أن كشفت اختبارات «إم آر آي» على المعصم عن أن تسعة لاعبين من الكونغو، ساحل العاج وكذلك نيجيريا بواقع ثلاثة من كل دولة تم منعهم من مشاركة منتخباتهم لتخطيهم السن القانونية للمشاركة في البطولة. الكثير من اللاعبين في البطولات الأفريقية تحت 17 عاماً شاركوا وتألقوا واحترفوا في الأندية الأوروبية ولكنهم سرعان ما أفلت نجومهم وانطفأ وميضهم نظراً لكبر سنهم حسب ما أكد الخبير النيجيري جوناثان، ويعود السبب الرئيسي في قيام بعض الأندية الإفريقية ولاعبيها بالتحايل في تصغير الأعمار لتحقيق الكسب المادي الذي يعوضون به فقرهم. الاهتمام بالفئات السنية، والعمل بجد على تطوير إمكاناتهم بعيداً عن التراخي والكذب والخداع يعد منجماً ذهبياً لكل نادٍ في العالم يرغب في التقدم خطوة نحو الأمام، وتحقيق الأرباح، ولعل الاهتمام بالفئات السنية في إسبانيا بالذات يعتبر مثالياً للغاية لكل من أراد أن ينظر عن قرب لكيفية بروز الصغار في البطولات الدولية ومن ثم انفجار مواهبهم مع الأندية الأوروبية، وبالرجوع لمسيرة تشافي هيرناندي وزميله اندرياس أينيستا على سبيل المثال لا الحصر ستجد أنها مسيرة حافلة منذ البداية وحتى يومنا الحاضر وسط تألق مستمر مليء بالحيوية والنجاح، بعيداً كل البعد عن أي تحايل في قضية تصغير الأعمار.