يعيش الإنسان ليقرر .. أو يقرر الإنسان ليعيش .. الفرد والجماعة هم في حالة اتخاذ قرارات دائمة فالقرار هو عملية اختيار من البدائل المتاحة ويعتمد نجاح قراراتنا على مسوغاتها، مناسبتها، توقيتها! «القرار هو حالة إفصاح إكراهي عن الإرادة. ونقول إكراه، لأنه يأتي عادة لمواجهة موقف يفرض نفسه ولكن المواجهة تتم معبرة عن إرادة الإنسان صاحب القرار أو صاحب السلطة في مواجهة هذا الموقف.» يميل الإنسان إلى الاحتفاظ بحق الرجعة حتى لا يفقد المكاسب التي بإمكانه أن يحققها فيما لو أعلن عن رغبته وأفصح عن إرادته. لذلك وصف القرار بأنه إفصاح إكراهي عن الإرادة! قرارك يكشف إيديولوجياتك، معتقداتك، ميولك، اتجاهاتك ،فلسفتك مدى احتكامك للعقل. مدى تمتعك بالحياد، مدى نزاهتك، مدى حرصك على مصالح المجتمع الذي تنتمي إليه. لذا فإن دراسة وتحليل قرارات المسئولين في جهاز الحكومة هي دراسة ماتعة يدخل فيها الجانب الإداري مع الاجتماعي مع الفلسفي مع النفسي. فالمسئول خلال فترة منصبه القيادي يتخذ مجموعة قرارات متباعدة لا يلتفت هو إلى أنها تبني وجودا تراكميا يستطيع الباحث من خلالها الكشف عن اتجاهاته وإيديولوجاته ومعتقداته ومدى حياديته ونزاهته. قليل من يقدم على مثل هذه الأبحاث لأنها ستجعل الباحث يخسر المسئول ومريدي المسئول. أنا فخورة أني قمت ببحث مثل هذا خلال دراستي لبرنامج الدكتوراه في الإدارة التربوية وأدين كثيرا لهذا البحث في أنه أضاف لي صفة الشجاعة في اتخاذ القرار.