موسمان رياضيان أكملهما فريق الاتحاد لكرة القدم وهو يلعب كل مبارياته في جميع المسابقات الكروية خارج أرضه وبعيداً عن جماهيره، من اللحظة التي تم فيها إخضاع استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة للصيانة والتوسعة في منتصف عام 2012م. منذ ذلك التاريخ والفريق لا يزال (يستضيف) منافسيه على استاد مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية في الشرائع بمكة المكرمة على (بُعد 120 كيلومتراً عن مقره في جدة)، وهو بذلك يكون أكثر فريق، وقد يكون الوحيد في العالم، الذي يؤدي جميع مبارياته في كل المسابقات - بما فيها بطولة الدوري، الذي يقام في كل مكان بطريقة الذهاب والإياب - خارج ملعبه بعيداً عن جمهوره، من غير اختيار منه، ولا بسبب عقوبة ضده، انضباطية كانت أو قضائية، ومن غير أسباب غير رياضية. وإذا كان ذلك مقبولاً (وتمشي) في المشاركات المحلية للفريق؛ فالاتحاد تعوّد على (الضيم)، وعلى الإجحاف، وهضم حقوقه، وله حكايات وصولات وجولات على مدى تاريخه الطويل، فإنه ليس مقبولاً ولا معقولاً في المشاركات الخارجية عندما يلتقي فرق مجموعته في البطولة الآسيوية للأندية، التي يبدأ مشوارها اليوم الأربعاء أمام تبريز الإيراني في يادغار بتبريز، وسيبدأ في استقبال ضيوفه فرق مجموعته بدءاً من الثاني عشر من شهر مارس القادم بمباراة العين الإماراتي. مباريات الفريق آسيوياً على أرضه لماذا لا تُقام على استاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بعد أن أصبح جاهزاً تماماً لاستقبال المباريات، وانتهت كل الأعمال المهمة والرئيسة فيه؟ وحسب عاملين في المشروع، فإن النقص الذي كان موجوداً في بعض المرافق والمنشآت (مثل غرف تبديل الملابس) تم الانتهاء منه تماماً؛ وبإمكان الاستاد استقبال المباريات الرسمية. وإذا كان ثمة نقص فهو في أمور شكلية، ليست ملزمة ولا ضرورية في مباريات أمام فرق خارجية؛ لأنها تتعلق بتقطيعات في المدرجات مثلاً. وحتى هذه يمكن معالجتها في الفترة المتبقية حتى موعد أول مباراة للفريق آسيوياً، إذا كان هناك نية ورغبة من قِبل المسؤولين في رعاية الشباب واتحاد الكرة لمساعدة النادي الكبير المتمرس في البطولة القارية، ودعمه معنوياً وجماهيرياً خلال مشواره في البطولة، وتمكينه من أداء المباريات على أرضه وبين جماهيره؛ ليجدد مواقفه ونتائجه وبريقه، ويستعيد للكرة السعودية صيتاً صنعه في البطولة ومجداً حققه لا يزال صداه يتردد في كل أرجاء القارة. والسؤال: طالما الاستاد جاهز، فمسؤولية مَن حرمان الشباب والرياضيين وزعيم التمثيل الخارجي للكرة السعودية آسيويا من اللعب عليه؟! كلام مشفر . يحق للاتحاديين الرفع لمسؤولي (موسوعة جينس للأرقام القياسية)، أو دعوة ممثلها للحضور، وتسجيل ناديهم في كتاب الموسوعة، بوصفه أكثر فريق في العالم يلعب مبارياته في مسابقاته المحلية - بما فيها الدوري الذي يقام في كل مكان بطريقة (الذهاب والإياب) - خارج ملعبه، وسيكون ذلك أولوية جديدة للنادي العريق، وإن كان فيه مكرهاً ومجبراً لا بطلاً. . مطلوب من الإدارة الاتحادية تحرك عملي وطلب مشدد وعاجل، والإصرار على إقامة مباريات الفريق في جدة، طالما أن الاستاد جاهز تماماً، وليس هناك أي عوائق (حقيقية) تمنع من إقامة المباريات عليه. . لا يتعارض إقامة مباريات على استاد الملك عبدالله مع عدم افتتاحه رسمياً؛ فكم من منشأة رياضية، وكم من استاد رياضي، وكم من مشروع ضخم استُخدم، ووُضع تحت تصرف الاستفادة منه في حدود ضيقة حتى موعد الافتتاح الرسمي المجدول. . وخير شاهد ومثال على ذلك مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بمكة المكرمة؛ فقد ظلت تحت الخدمة وإقامة مباريات وأنشطة كاملة عليها وفعاليات مختلفة رياضية وشبابية وغيرها على الاستاد الرياضي، وعلى كل مرافق المدينة، طوال نحو عشرين عاماً تقريباً، قبل افتتاح المدينة رسمياً. . المدينة التي تحتضنها ضاحية الشرائع بمكة المكرمة تم الانتهاء من إنشائها عام 1985م، وظلت تحت العمل والخدمة والاستفادة من غير أن يتم افتتاحها رسمياً، والافتتاح تم كما هو معروف في حفل افتتاح دورة التضامن الإسلامي الأولى في شهر أغسطس عام 2005م. . وهناك دلالات إضافية حول جاهزية استاد الملك عبدالله بجدة؛ إذ إن المؤشرات الرسمية تؤكد أن نهائي كأس الملك هذا الموسم سيقام على الاستاد، وسيكون موعد افتتاحه، ومقرر لذلك الأول من شهر مايو القادم، أي بعد شهرين، وعلى بُعد شهر ونصف الشهر فقط من أولى مباريات الاتحاد الآسيوية على ملعبه؛ ما يعني جاهزيته التامة للتسليم؛ وبالتالي لإقامة المباريات (العابرة) عليه قبل ذلك. . بالمناسبة، مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع تم بناؤها في فترة قياسية وزمن مثالي، وقد تابعتُ وغطيتُ مراحل إنشائها فترة عملي الميداني في الصحافة. وأذكر أن الشركة الألمانية تسلمت المشروع منتصف عام 81م، وسلمته منتهياً بالكامل منتصف عام 84م. . اليوم لا يزال استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة مغلقاً للصيانة وزيادة مدرجاته، ولا يزال غير معروف متى تنتهي الصيانة ومتى يُسلّم الاستاد الذي اقتربت مدة توقفه للصيانة من مدة إنشاء مدينة الملك عبدالعزيز بالشرائع أو مدينة الملك فهد الرياضية.