في الحفل الذي أقامته وزارة التعليم العالي والسفارة السعودية في العاصمة الكندية أوتاوا 2014 م لتخريج الطلاب والمبتعثين، لفتت جامعة الإمام محمد بن سعود الأنظار، ليس بسبب حضورها الكثيف وتواجد مديرها وقيادات الجامعة وجناحها البارز، إنما بما هو أعمق وأبعد، تمثّل بالتوجُّه والتخطيط وأيضاً سرعة استقطاب المميّزين من مشروع الملك عبد الله للابتعاث. فقد شكّلت جامعة الإمام أعلى نسبة من حيث المبتعثين في المجالات العلمية التطبيقية: الطب، والعلوم الطبية، الهندسة، الحاسب، الكيمياء، الرياضيات. هؤلاء جميعهم مبتعثون من قِبل الجامعة على درجتي الماجستير والدكتوراه موزعون على الجامعات الكندية. جاء توجُّه جامعة الإمام خلافاً لما اتجهت إليه بعض الجامعات السعودية التي توقفت عن الإعادة والابتعاث، واكتفت بخريجي برنامج الملك عبد الله، انطلاقاً من فكرة أنّ البرنامج يوفر احتياجها دون أن تتكلف الجامعة مادياً والصرف على المعيدين لمدة (7) سنوات حتى يحصلوا على الدرجة العلمية. هذه نظرة قد لا تكون منهجية وأكاديمية لأنّ الابتعاث الموجَّه حسب احتياج الأقسام والكليات وتميُّز المعيدين في المسار الأكاديمي، ووفق إجراءات وترشيحات الأقسام والكليات قد يكون الأفضل، بلا شك أنّ الاستقطاب هو الحل السريع لكنه قد لا يلبي حاجات الأقسام، وهذه خطوة أساسية إذا نظرنا إلى التخصصات الدقيقة والاحتياج وبناء فريق العمل في الحقول العلمية، فالأفضل العمل من خلال محورين.. الابتعاث والاستقطاب. ابتعاث المعيدين أجراء أكاديمي وإداري نفّذته معظم الجامعات قبل برنامج الملك عبد الله للابتعاث، وما نخشى أن يكون هدف الاستقطاب من أجل توفير أموال الابتعاث للصرف على الحفلات والمناسبات والزيارات والعلاقات العامة، فتعطيله سيكون على حساب البرامج الأكاديمية وانتقاء أعضاء هيئة التدريس. حسب ما يلاحظ أنّ جامعة الإمام تعمل وفق منهجية محددة وواضحة، وهو السعي إلى تطوير فرعها العلمي - التخصصات التطبيقية -، وتعمل على استحواذ عناصر من جامعات الداخل وخريجي الجامعات العالمية، وتركز على طلابها، لذا أشارت الإحصاءات إلى كثرة عدد المعيدين من جامعة الإمام في كندا وأمريكا وبريطانيا وأستراليا، فلم تكتف الجامعة بالاستقطاب، إنما تبنّت جيلاً من طلابها للابتعاث، وحددت تخصصاتهم الدقيقة والإشراف عليهم ومتابعتهم ومساندتهم في الأبحاث، لتقويتهم وتعزيز روابطهم العلمية مع الجامعة التي ساندتهم في إكمال مشروعهم العلمي. أتمنى أن تحذو الجامعات السعودية نفس خطوات جامعة الإمام بتبنِّي طلابها ورعايتهم علمياً، ومساندتهم في إنجاز مشروعات الجامعة وفي تحقيق طموحهم الشخصي . هؤلاء المبتعثون مع زملائهم السابقين، تنتظر منهم الجامعة بناء سمعة أكاديمية في مجال العلوم التطبيقية تضاف إلى سمعة الجامعة الأكاديمية التي حققتها في العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية.