رحم الله الغالية زهرة الماضي، فقد فجعنا بنبأ وفاتها بعد أن عانت العديد من الأمراض والحمد لله على قضائه وقدره ونبتهل إلى العزيز الكريم أن يجمعنا بها في الفردوس الأعلى. وحكاية أم صلاح (زهرة) تعطي دلالة على أن المرأة السعودية قادرة على العمل والكفاح والمثابرة ولم يكن ذلك في وقتنا الحاضر، بل قبل سبعين عاماً، فهذه المرأة الفاضلة أتت من اليمن وعمرها لا يتجاوز ست سنوات وتكفل برعايتها وتنشئتها الجدة هيا بنت عبدالرحمن أبابطين والدة محمد وعبدالعزيز الماضي وذلك بروضة سدير فكانت كواحدة من الأسرة بل قد تميزت بأنها المقربة من الجدة هيا وابنتها لطيفة، فكانت تقوم بمهام توزيع الهدايا وخيرات المزارع إلى بيوت أهل الروضة وكانت تستقبل ضيوف قصر الإمارة وتقوم بخدمتهم وتقديم ما يلزمهم من القهوة والطعام. عرفها أهل الروضة جميعاً وأحبوها لأنها وجه خير على الجميع. وبعد أن تزوجت من الرجل العزيز غريب وهو من عمان انتقلت إلى مدينة الخبر لأجل طلب العيش والعمل في الدولة في إحدى المدارس مع زوجها، وأنجبت منه الأولاد والبنات وقامت برعايتهم وتدريسهم والاهتمام بهم وكذلك الحال، كانت زهرة مثال الموظفة الحريصة على عملها والمثابرة فنالت ثقة من عملت معهم وبعد مشوارها الطويل في الكفاح، تقاعدت واهتمت بأولادها وبناتها وزوجها، وبدأت الأمراض تداهمها فكانت ومع ما تعانيه تقوم بزيارة أحبابها وأصدقائها أولاً بأول، وبالذات سيدتي الوالدة الجوهرة بنت محمد بن ماضي. ثم ازدادت عليها الأمراض ورحلت إلى ربها صابرة محتسبة وراجية من الله أن يغفر لها وكانت عبارتها دوماً (اللي من الله رضا). لقد فقدنا هذه الزهرة بعد طول السنين والصحبة والعناية بنا كأطفالها عندما كنا في روضة سدير، فتعلقنا بها وباحترامها وتقديرها بل كبرت في عيوننا في كفاحها ومثابرتها فكانت نعم المرأة السعودية الناجحة في عملها وعلاقتها بأهلها ومحبيها. لقد تركت فراغاً لا يسده إلا هي، فرحم الله زهرة ورحم الله من رباها ورحم الله زوجها ووفق أبناءها وبناتها لما يحبه ويرضاه. والحمد والشكر لله على قضائه وقدره.