طموح وعزم وتحدٍ للمصاعب، آمال وأمانٍ ورغبات، قوى واستعداد بدني وفكري انهم الشباب، جيل الغد الواعد والمكمل لمواصلة المسيرة والمعتمدة عليه بعد الله عز وجل في بناء الوطن والذود عنه وتحقيق الامن والأمان والرقي ولامتداد الحضارات والثقافات الدالة والمشيرة لأهمية الشعوب ومكانتها في العالم، ولكن من هم الشباب الذين نعنيهم، من اجتهد وجد وتعلم واستفاد من فرص الحياة وما سخرته له الدولة وذللت له الصعاب ليصبح فردا واعياً ومدركاً لكل ما قدم وعلم لأجله، فتحمل الاعباء والعناء وصبر السنين وكان يحسبها يوماً بعد آخر ليحط به المطاف والخطوات لنهاية طريق يجده يتسع وتتداخل فيه منعطفات ومحطات كثيرة، استقر به المكان وحظي على العلوم والمعارف واصبح قادرا على الانجاز وسداد الدين والجميل لأهله ووطنه وامته ويتشرف بأداء الخدمة، هذا ما نرنو اليه ونريده من الشباب، نحن اباء ومسؤولون عنهم هل لمسنا ووجدنا منهم ما حلمنا به وانتظرناه زمناً وأعواماً منحناهم كل سبل الراحة لنجعلهم يبدعون ويقدمون الافضل والاجود والمكانة انهم المبتغى لان يعطو اكثر مما قدمناه لهم ولوطننا الغالي العزيز، هذا هو المراد فابناؤنا فلذات اكبادنا باصرار وتأييد كنا نحضهم لمسيرة التقدم وما بدأناه وتحملناه امانة من الاباء والاجداد ولنكون كما قال رب العزة والجلال في كتابه العزيز قال تعالى (كنتم خير امة أخرجت للناس) صدق الله العظيم الاية 109 سورة آل عمران، ان امة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المؤمنون والموحدون المتقون هي امتنا لها عراقتها وشموخها والتي كرمها الله جل جلاله لتستمر في نشر وتعميق والحفاظ على هديه ودينه، ولكن اجد نفسي وانا اناظر بعض احوال الشباب في مجتمعنا واسرنا اقرباء وزملاء واصدقاء ان ابناءنا واحفادنا نرى منهم صورا وأوضاعاً ما تسرنا أو ترضينا او تبشر بنتائج فيها الخير منهم ولهم، درس البعض وتعلم ونال شهادات علمية ولكن لم يؤدِ الدور المطلوب منه ليكون انساناً عاملاً ومنتجاً ان سألته لماذا، اجاب لعدم توفر الوظائف الملائمة والمقنعة بالنسبة له التي يرى فيها تحقيق رغبته فلو كان خريج كليات تربوية ومجالاتها التعليم والتدريس فتجد التناقض منهم ويتذرعون بعدم حبهم واداء هذا العمل وزد على ذلك اموراً متعددة اللامبالاة والاتكالية وعدم الاستقرار النفسي، ارجو من كل هؤلاء الابناء المخطئين تغيير مسار حياتهم بالكامل وأن يعرفوا تماما ان الانسان الناجح والعاقل والمثالي هو من حاول جاداً ومجتهداً وتغلب على ظروفه وظهر في مجاله الهادف الذي يشعر انه بارز فيه.