اطلعت على المشاركة المميزة التي كتبها عبدالله السديس من مكةالمكرمة، ونشرت في صفحة آراء وأصداء بالعدد 1231 الصادر الثلاثاء 26 / 5 / 2009 بعنوان 15 عقوبة تنتظر تارك الصلاة. وهنا أردت أن أضيف إلى ما ذكره أن الصبر والصلاة يقربان العبد إلى ربه، وهنا أبدأ بقول الله تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} (45) سورة البقرة. صدق الله العظيم. والصبر فضيلة عظمى ومزية كبرى، يتوقف عليها نجاح أمور الدنيا وسعادة الآخرة، ولا سبيل إلى رقي الإنسانية وتقدمها إلا بالتمسك به. وإذا لم يتصف كل إنسان بالصبر ولم يتحلَّ بهذه الفضيلة، فلا سبيل إلى نجاحه، ولا يمكن أن يصل إلى غايته أو يفوز ببغيته. وما دفعني إلى ذكر ذلك ما سبق أعلاه من الأمور المحسوسة التي نشاهدها بأعيننا كل يوم، ونلمسها بأيدينا، فكم من فكرة طيبة دعت إليها جماعة فماتت إبان ظهورها للوجود؟! وكم من مشروع شريف بنينا عليه الآمال الضخمة والأماني الحلوة، وبدأ عظيما فما لبث أن تضاءل واضمحل، وما ذلك إلا لأن القائمين به لم يتصفوا بالصبر الذي هو روح النجاح؛ ولذلك أرشد الله سبحانه عباده المؤمنين إلى أن يستعينوا به على تذليل المصائب بالصبر الذي تتلاشى أمامه الدنيا ومصاعبها. ثم أمرنا سبحانه وتعالى بأن نستعين أيضا بالصلاة التي هي رابطة روحية بين العبد وربه، وفيها يقف المرء بين يدي الله في اليوم والليلة خمس مرات قائلا بقلبه قبل لسانه: «الله أكبر»، ولا يزال يكررها حتى يتضاءل في نظره العالم أجمع معتزا بعبوديته للواحد القهار الذي هوعلى كل شيء قدير، ومستعينا به مخاطبا إياه بقوله: «إياك نعبد وإياك نستعين»؛ فهذا المؤمن الذي يقف بين الفينة والفينة للصلاة مخلصا متذللا لربه مفردا إياه بالعبادة، لا يمكن أن يقبل أن يكون عبدا لمخلوق ضعيف مثله لا يملك له ضرا ولا نفعا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، إلا بإذن الله.. كما أنه يكون دائما على اتصال بربه متذكرا أوامره، عاملا بها وعن نواهيه مبتعدا؛ فمن كانت صلاته هكذا بروحه وجسمه وعمله واستعان بالله لا جرم أنه سيعينه ويوفقه إلى ما فيه خيره وسعادته في دنياه، وفوزه ونعيمه يوم يقوم الناس لرب العالمين.