هذا لسان كل منصف لعودة النصر إلى ذهب البطولات وإنهاء فترة العزوف التي أفرزتها ظروف وظروف، وتغييرات وتجديدات ، وإدارات لتأتي اللحظة المشهودة مساء الأول من فبراير 2014 وتعلن نهاية رحلة الانقطاع وعودة مرحلة الاتصال بالأمجاد وإعادة كتابة التاريخ من بوابة كأس ولي العهد، ومن أمام الغريم التقليدي والمتخصص في البطولة الهلال في ليلة نجمها الأميز تشريف سلمان للرياضة والرياضيين. لم تأت عودة النصر من محض الصدف .. بل من وثيقة فريق بطل أعيد بناؤه بشكل صحيح ، فريق مكتمل ، تظهر خبرته في عبد الغني ونور ومحمد حسين ، وفرقه على الجميع في الحارس الأمين رجل المواقف وصانع الفروقات عبد الله العنزي ، والهدف الخاص جدا «الصعباوي» والقتالية الكروية بعمر هوساوي ، والذكاء والمكر في تحركات شايع والغالي جدا يحيى الشهري ، فريق يتسلح بساهر الوسط إبراهيم غالب وبالظهير الذي يعجز الوصف لتأثره الفني أمامه خالد الغامدي وكتيبة أخرى تضم عوض والراهب والجيزاوي وعطيف واخرين على خط الاستعداد متى أشار كارينيو لهم . ولا يمكن اختزال عودة النصر في الفوز بالكأس فقط ، بل هي العودة التي إعادة للكرة جمالها ، وللمنافسة قوتها ، وللكرة السعودية تجددها ، فالنصر يعود وهو يقف متربعا على صدارة الدوري ويمضي قطاره بقوة نحو تحقيقه ليعود هو الآخر لمكان غير غريب عليه. وللإنصاف فإن شركاء العودة النصراوية المظفرة كثر ، يتقدم القائمة بدون جدال عراب المرحلة الأمير فيصل بن تركي الذي إذا كان الإنصاف سيسجل بطلا حقيقيا بعد اللاعبين فلن يقبل بغير «كحيلان» الذي كان هذا الموسم بكل الصور «غير» وهو يقف ويتابع، وقبل ذلك يجلب النجوم بجميع ملايين العملات ويتحمل كل الظروف في مرحلة غاب فيها شركاء الاستثمار. وحتى توضع الأمور في نصابها فإن مدرج الشمس الذي تلألأ بمختلف صور «التيفو» ولم تتوقف حناجره زأرا في كل ملعب يحط فيه نجوم العالمي الرحال ، فإنه بدون شك يأتي في طليعة شركاء الإنجاز بعد أن قدم دروسا في الانتماء الذي لا يرتبط بالبطولات ولا يعترف بغير الكيانات. برافو كارينيو أخيرا أنصفت الكرة المحارب كارينيو ، وتحققت أمنيته وحقق أماني جماهير الشمس ليبصم «بالعشرة» أنه المدرب الداهية في بطولات السعودية ، بدليل أن فريقه الوحيد الذي لا يختلف الوضع عنده سواء تقدم على خصمه أو تأخر ، وهو الوحيد الذي لا يقبل الخسارة حتى الآن ، والوحيد الذي يكسر أرقامه ، لقد أثبت كارينيو في الشوط الثاني أنه فهم اللعبة التي كان نظيره يريد تمريرها فنيا عليه مطلع الشوط الأول ليقلب الطاولة في الثاني، وقبل ذلك يتقبل هدف صدمة البداية بروح عالية دفعت فريقه للعودة وكتابة قصة «نصر كارينيو» الذي أعاد للتاريخ ذكريات .. نصر الرمز .. نصر الذهبي .. نصر ماجد .. نصر الأمجاد. واصل يا حسين قبل عامين أو أكثر تقريبا طالبت هنا القائد المتجدد دائماً حسين عبد الغني صادقا أن يعلن الرحيل عندما كان يسير عكس تيار التألق الذي أعرفه عنه ، واليوم وهو يرد في الملعب على الجميع أطالبه بالبقاء ليستمر الدرس الجميل من إعداد وتنفيذ وأداء الفتى الذهبي الذي يزداد شبابا وثقة وعزيمة، فهنيئا «يا حسين» لك بطولة الثقة وبطولة الكأس وبطولة القيادة للفريق البطل. وأنت يا نور بطل دائما وقبل الختام ها هو محمد نور النموذج الذي يصعب تكراره في الملاعب يواصل كتابة تاريخه مع البطولات بكأس جديد، ويؤكد أنه اختار المكان المناسب ليكمل المشوار وأن البطولات ونور لا يفترقان.