بعد 5 أيام من جولات ماراثونية بين وفدا النظام والمعارضة السوريين في مفاوضات جنيف 2 برعاية الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، أخذ مجرى المفاوضات يتجه لمنحى آخر أكثر صعوبة خصوصاً مع البدء في بحث الخصمان على قرارات جنيف 1 الأمر الذي أدى إلى إلغاء الجلسة المسائية أمس الثلاثاء. وقالت ريما فليحان من وفد المعارضة لوكالة فرانس برس إن الإبراهيمي طلب في جلسة صباح أمس (الدخول في النقاش السياسي وفي بيان جنيف 1 وآليات تنفيذه في حين خصص قسم من الجلسة للتحدث عن القضايا الإنسانية وخصوصاً فك الحصار عن حمص) . وعرض وفد المعارضة تصوره للمرحلة الانتقالية بينما طالب وفد النظام بتبني قرار يدين واشنطن متهما إياها بتسليح (الإرهابيين)، فغاب النقاش وعلقت جلسات بعد الظهر. وأشارت مصادر الوفدين إلى أن الجلسات ستستأنف صباح اليوم الأربعاء. وذكرت فليحان أن فريقها قدم خلال جلسة صباح أمس رؤيته (لسورية القادمة سورية الجديدة سورية المدنية التعددية الديمقراطية التي تضمن حق المواطنة والمساواة لكل أبنائها بغض النظر عن الجنس والدين والمذهب أو القومية أو الاتنية). وتابعت (طرحنا تفاصيل تتعلق بكل ذلك وطالبنا الوفد المقابل لنا أن ينضم إلى الشعب السوري وان يكون في صف هذا الشعب في تطلعاته المشروعة) . وقالت ان وفد النظام (رفض مناقشة الموضوع). وأوضحت أن تصور المعارضة تناول (هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات شاملة واصلاح الجيش وموضوع إدارة مؤسسات الدولة واعادة الحياة إلى طبيعتها في سورية)، مشيرة إلى أن (الرؤية أولية بالخطوط العريضة لكنها تحتاج إلى نقاش وتجاوب). واتهمت النظام بأنه لم يقم (بأي تجاوب في موضوع فك الحصار عن حمص ولم يقدم أي تصور في موضوع الحكم الانتقالي) . واتهمت المعارضة النظام بمحاولة تحييد النقاش عن مساره مرة أخرى بطرح تبني بيان يدين الولاياتالمتحدة على تقديمها أسلحة إلى مقاتلي المعارضة. وقد وزع الوفد الحكومي فور انتهاء الجلسة الصباحية من جهته بياناً دعا فيه إلى إدانة قرار أمريكي ب(استئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سورية) . يأتي ذلك بعد أن ذكر تقرير لوكالة أنباء (رويترز) أن الكونغرس الأمريكي وافق في قرار سري على تمويل عمليات تسليم أسلحة إلى الكتائب السورية (المعتدلة). وجاء في بيان وفد النظام السوري (تزامناً مع انعقاد مؤتمر جنيف 2 وفقاً للمبادرة الروسية الأمريكية المستند إلى بيان جنيف 1 الذي ينص صراحة في بنده الأول على وقف العنف والإرهاب يفاجأ العالم بأن أحد طرفي هذه المبادرة التي دعت إلى المؤتمر وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية اتخذت قراراً باستئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سورية) . ووصف القرار ب(الاستفزازي) وبأنه (خطة معاكسة للجهود السياسية المبذولة ومناقضة تماما لجنيف نصاً وروحاً) . وادرج البيان بين المنظمات التي تصلها هذه الأسلحة (داعش والقاعدة وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية). بدوره أكد المتحدث باسم المعارضة السورية لؤي الصافي للصحفيين في ختام جلسة صباحية من المحادثات في جنيف أن المعارضة مستعدة لرفع الحصار عن ثلاث قرى مؤيدة للحكومة في شمال البلاد في إطار اتفاق أوسع لتخفيف الحصار عن بلدات من الجانبين. وقال لؤي ان مقاتلي الجيش السوري الحر مستعدون لتخفيف الضغط عن قرى نبل والزهراء والفوعة الشيعية. ولكنه قال إن حكومة الرئيس بشار الأسد لم توافق على رفع الحصار عن المدينة القديمة بحمص الذي يعد حاسماً لنجاح أي اتفاق. بالمقابل أكد السفير الأمريكي السابق في سورية روبرت فورد ان الولاياتالمتحدة تجري تنسيقاً مع روسيا والأمم المتحدة لإدخال المساعدات إلى حمص المحاصرة . وقال فورد في لقاء متلفز أمس الثلاثاء إن عدم موافقة النظام السوري على إدخال المساعدات إلى حمص يمثل (جريمة حرب) . وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية قد أكدت في وقت سابق من أمس أن على النظام السوري أن يوافق على دخول قوافل المساعدات إلى حمص محذرة في الوقت نفسه من أن كارثة إنسانية كبرى تشهدها حمص من جراء حصار النظام لها طوال 600 يوم.