أمام أكبر تجمع دولي يعقد لحل الأزمة السورية أثبت نظام بشار الأسد أنه يمتلك أكثر الأشخاص انفلاتاً واستهتاراً وقدم وزير خارجية النظام فاصلاً من عدم الالتزام بالوقت والرد غير المسؤول على سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون الذي رأس الاجتماع، فقد تجاوز المعلم الوقت المخصص لكلمات الوفود والمحدد بعشر دقائق، وظل يتكلم 34 دقيقة، مثيراً استياء جميع الحضور بما فيهم حلفاء نظام بشار الأسد الذين عليهم أن يصلوا إلى قناعة بأن مثل هؤلاء لا يمكن الاعتماد عليهم، وأنهم لا بد وأن يصنعوا مزيداً من الكوارث للشعب السوري. وليد المعلم وطوال الأربع والثلاثين دقيقة ظل يردد نفس الأكاذيب التي دأب المجتمع الدولي سماعها طوال مدة الأزمة السورية، إذ يتجاوز طلبات ورغبات الشعب السوري بالحصول على الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية ويوصم شعبا كاملا بالإرهابيين. ورداً على أكاذيبه التي سأم مندوبو الدول من تردادها، يتساءل هؤلاء الوزراء والدبلوماسيون: هل يضحي مائة وثلاثون ألف سوري بأنفسهم لمواجهة نظام متسلط لأنهم إرهابيون؟ وهل من يطالب بحقوقه إرهابي..؟! الحقيقة التي يحاول المعلم التغطية عليها وإخفاءها أن الثورة السورية بدأت بانتفاضة لأطفال المدارس في درعا والذي بدلاً من أن يتعامل معهم التعامل الإنساني والتربوي قامت سلطات بشار الأسد باعتقالهم وتعذيبهم وقلع أظافر أصابع أيديهم، وعندما خرجت المظاهرات السلمية للاحتجاج على هذه القسوة والتعامل غير الإنساني واجهتهم الأجهزة الأمنية والجيش ومجاميع الشبيحة بالقتل، وعندما تمادت الأجهزة الأمنية والجيش والعصابات الإرهابية التي شكلها النظام، انشق الجنود الشرفاء وشكلوا الجيش الحر السوري الذي طور الثورة من مظاهرات سلمية إلى مواجهات عسكرية دفاعاً عن الشعب، وبعد اندحار العديد من كتائب وألوية جيش الأسد استدعى النظام مليشيات الإرهاب في لبنان (حزب حسن نصر الله) والمليشيات الطائفية العراقية والإرهابيين الطائفيين من الهند وباكستان والبحرين واليمن، كما أطلقت الأجهزة الأمنية العديد من العناصر الإرهابية المشبوهة والتي كثيراً ما وظفوا قادتهم لتنفيذ العديد من المخططات الإرهابية في لبنان والعراق والأردن، وعندما احتاج النظام لهؤلاء لصبغ الوضع في سورية بالإرهاب وخداع المجتمع الدولي، قام هؤلاء بدورهم على أكبر دور وظهرت تنظيمات داعش والقاعدة التي كانت تعمل مع النظام وتخطط معه قبل الثورة ليصبح عملها موجهاً لاجهاض الثورة وتحويلها من غضب شعبي ثوري، إلى إرهاب طائفي من خلال عناصر عرفت بتعاونها وتنسيقها مع هذا النظام الإرهابي. كذب النظام الذي ترجمه المعلم كشفه ممثلو العالم الذين وجدوا في سلوك رئيس وفد النظام تطابقاً مع نوعية هذا النظام الشاذ.