لا يكمن أنْ نصبح مجتمعا مُتحضّرا في قيادة السيارة بدون اتباع وتطبيق الأنظمة التي تخدم الإنسان وعلى كافة طبقات المجتمع دون استثناء لأن عملية الاستثناء تخلق فجوة في تطبيق الأنظمة. الإنسان السعودي حين يكون خارج الحدود إنسان نظامي في القيادة يطبق الانظمة لماذا؟ ببساطة إنه تطبيق النظام بحدة وجدية ودفع المخالفة والمخالف مهما كان يعرف انه لنْ يُفلت من العقاب وهذا ما يضر واقعنا. العقاب طريق للاتباع النظام للأسف هناك شريحة من المجتمع تطبيق النظام خوفا من العقاب؟ متى نطبق النظام من أجل النظام؟ إنها ثقافة مجتمع وتنشئة. سنحت لي الفرصة زيارة أحد الاقارب في مجمع شركة ارامكو السكني في مدينة الظهران سألت نفسي؟ هل أنا في مدينة أوروبية اللوحات المرورية في جميع الشوارع، دائرة أعمال الأمن الصناعي تطبيق القوانين الخاصة بأنظمة المرور بدقة شعرت بمتعة القيادة لماذا إنه تطبيق النظام؟ ولا أنسى سائق الشركة التي قمت بزيارتها في احدى مدن الهند حين توقف عن القيادة ورد على الهاتف الجوال ونحن بعد منتصف الليل والشوارع شبه خالية من السيارات. أجاب: حين سألته لماذا توقف عن القيادة، تعلمنا منذ صغرنا على احترام نظام المرور ليس خوفا بل احتراماً للنظام. في عطلة الربيع الماضية قرأت كم قراء معظمكم إن السلطات في دولة الإمارات الشقيقة حجزت أكثر من 150 مواطنا سعوديا على خلفية تجاوزهم أنظمة السير،حيث قام المحتجزون بطمس لوحات سيارتهم لتفادي الرادار فكانت الغرامة 20 الف درهم وطبق عليهم النظام. بينما يقوم بعض قائدي السيارات على طرقنا السريعة بطمس لوحات سياراتهم خوفا من ساهر ويتجاوزون نقاط التفتيش دون سؤال. غالبية الطلبة والطالبات المبتعثون للدراسة يقودون سياراتهم بنظام وتحضّر دون مخالفات الا ما شذ لماذا؟ إنه تطبيق النظام، ترى هل يتقيدون بنظام المرورحين يعودون الى أرض الوطن؟ وزارة التربية والتعليم وليس الجامعات لماذا لا تقرر تدريس مادة عن نظام المرور وانظمة السلامة تعد هذه المادة من قبل المختصين وتُدرّس في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية بنين وبنات وبذلك نخلق جيلا حضاريا، جيلا يتقيد بأنظمة المرور ويحترم رجل المرور و يحترم نظام المرور بعيداً عن الخوف من العقوبات. أخيراً زيادة الغرامات المالية زيادة كبيرة على هذا الجيل وتطبيق نظام المرور على المخالفين ونشر الوعي ورجال المرور في شوارعنا ليل نهار سوف يقلل إن شاء الله من الحوادث المرورية وتحترم أنظمة المرور بقوة النظام لا بالوعي. هناك غرامات في بعض الدول تصل الى عشرة آلالف ريال، فالإنسان يخاف على ما في جيبه ولا يخاف على ارواح الآخرين معادلة نعيش تفاصيلها.