حينما كنا نشيد بالأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال ونشيد بمستويات فريقه لم نكن نغالط الحقيقة التي كانت تقول بأن فريق الهلال كان أفضل فريق يقدم كرة قدم حقيقية بميزان البطولات والإنجازات التي حققها زعيم آسيا, وبميزان الإبداع الكروي الذي كان يمتع الجميع, وكان لزاماً علينا في ذلك الوقت أن نشيد به كفريق سطر الإبداع تلو الإبداع مما جعل المنافسين يصفقون له قبل أن تهتف له حناجر العشاق, وكان لا بد أن ننصف العاملين في الفريق الأول وعلى رأسهم الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي قدم خلال أول سنتين عملاً جباراً جعل من فريقه منافساً لنفسه. وفي المقابل كنا ننتقد الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر سواء في تحركاته تجاه فريقه أو تصرفاته وتصريحاته تجاه المنافسين. ففريق النصر لم يكن يعرف المنافسة داخل المستطيل الأخضر إلا من خلال هذا الموسم, أما المواسم السابقة فقد كانت منافسته خارج المستطيل الأخضر وبالذات على مستوى الإعلام. هذا التناقض في العطاء مابين رئيسي الهلال والنصر كان ولا زال مستمراً. فالأول أبدع في أول موسمين, وقل حماسه في آخر ثلاثة مواسم, والثاني بدأ بحماس خاطئ في أول موسمين وسار على درب من سبقه من رؤساء النصر ولكنه ما لبث أن صحح وضعه ووضع فريقه, وهذا التناقض في العطاء مابين الرئيسين لا نجد تفسيرا له إلا أن الأول سار بخطأ الثاني وفق قناعات غير صحيحة, والثاني عدل من مساره فكان النجاح محالفاً له. إن القناعة التي نؤمن بها وكل من يعرف الوسط الرياضي السعودي لا بد وأنه يؤمن بها هي أن الأمير فيصل بن تركي أصبح يسير في الطريق الصحيح حينما ابتعد عن التشكيك والتضليل الذي كان ومن سبقه يتبعه. حيث أصبح أكثر نضجاً رياضياً من ذي قبل, وأصبح يدير أمور ناديه وفق خطط ناجحة وبهدوء يغبطه عليه المنافسون, والأهم أنه ابتعد عن الجدل والصخب والتشكيك الذي كان يلازمه في بداية رئاسته. ولكنه ما لبث أن عدل من شخصيته, وهذا لا شك نجاح يسجل لرئيس النصر الذي أصبح فريقه يتصدر دوري عبداللطيف جميل بدون أي خسارة, وحتى وإن كانت هناك بعض الهدايا التي قدمت له إلا أنه لا يتحمل وزرها, فالفريق النصراوي يسير وفق خطة رسمت له. ولعل التجديد مع ثلاثي الفريق «السهلاوي والغامدي وهوساوي» أمر مفرح للمشجع النصراوي, وهذا التجديد يعتبر منجزا يسجل باسم فيصل بن تركي الذي حرص على استقرار فريقه باستمرار ثلاثي لا شك وأنه يعتبر من الركائز الأساسية للفريق الأصفر. في المقابل تتجدد القناعات بأن رئيس الهلال أصبح لا يقدم الجديد لفريقه, وتوقف عند نقطة معنية, بل إنه أصبح يتراجع بشكل ملحوظ وذلك بسبب استمراره على أخطاء المواسم السابقة, وأصبح فريقه لا يقدم أي مستوى فني رفيع قد يؤمل عليه أنصاره, ولعل جلب بعض اللاعبين غير المؤثرين دليل حي على ما نقوله, وهنا نستشهد فقط بالمفاوضات مع النجعي حارس فريق الفيصلي الذي رفض فريقه أن يتنازل عنه إلا بمبلغ رأت إدارة الهلال أنه مبالغ فيه. وهو بالمناسبة وحسب رأي الفنيين ليس بقدر طموح فريق ينافس على صدارة الدوري ويأمل تحقيق بطولة آسيا وتكرار التأهل للمونديال العالمي, ومع رفض الفيصلي لطلب الهلال, تقدم الهلاليون لخالد البلطان ليطلبوا منه حسين شيعان الحارس الذي لم يكن ضمن أجندة الهلاليين, ولكنهم قبلوا به لأن البقية غالوا في أسعار حراسهم, وبالرغم من حاجة الهلال لحراس من طراز رفيع إلا أن العذر أصبح حارسا مبالغا فيه!. نعود لشيعان الذي عرضه البلطان على أكثر من ناد ولم يقبله أحد إلا الهلال الذي سعى له! وهنا يظهر السؤال البديهي منذ متى والهلال يقبل بلاعب ترفضه بقية الأندية! هنا المشكلة التي تعاني منها إدارة زعيم آسيا في السنوات الأخيرة, فالتعاقد يجب ألا يكون إلا مع لاعب يستحق ارتداء شعار الهلال, ذلك الشعار الذي كان حلما يراود أغلب لاعبي المملكة والخليج والعالم العربي. ولكن ذلك الشعار أصبح من السهل ارتداؤه وبدون أي مجهود, فأبواب زعيم آسيا أصبحت مشرعة للجميع, والأسماء التي تم استقطابها في عهد الإدارة الحالية ليست ببعيدة حتى يتم نسيانها.