يحيي التونسيون اليوم الذكرى الثالثة للثورة بحكومة مستقيلة وبدستور لم يكتمل... وفي جو من التوتر والترقب المشوب بالحذر أمام تصاعد وتيرة أعمال العنف المتواصلة منذ أكثر من أسبوع في أحياء سكنية بالعاصمة حيث تكدست القمامة في ظل إضراب مفتوح لعمال النظافة بسبب مطالب مالية ثقيلة، وداخل عدد من المحافظات بقيادة مجموعات من المنحرفين الذين واجهتهم قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع قصد منعهم من حرق ونهب المنشآت العمومية والفضاءات والمحلات التجارية. أما التوتر الذي يسود الشارع التونسي فمرده فقدان ثقة التونسيين في النخبة السياسية برمتها بالرغم من إيفائها بوعودها من خلال تشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات في ظرف وجيز واقتراب موعد استكمال المصادقة على الدستور الجديد الذي أنهى نواب المجلس التأسيسي النظر في ثلثيه. بالإضافة إلى ما تشهده جلسات المجلس التأسيسي من معارك وتشابك بالأيدي هو خير مرآة لما يحدث في الشارع التونسي الذي يسيطر عليه الاحتقان والانفعال. وبخصوص انتظاراتهم من حكومة المهدي جمعة، لا يبدو أن هناك حماسا كبيرا في صفوف عموم التونسيين، حيث يسود اعتقاد بأن الأطراف المخفية التي عملت على تعطيل حكومات ما بعد الثورة وإرباك أدائها ستعود إلى الواجهة وستكون لها الكلمة الفصل لأن غايتها الأساسية تكمن في إفشال المسار الانتقالي الديمقراطي التونسي برمته. أما الترقب فيعود إلى انتظار الجميع لإعلان رئيس الحكومة المعين المهدي جمعة عن تشكيلته الحكومية الجديدة التي كان وعد بأن تكون من الكفاءات المستقلة ذات الخبرة والسمعة المشهود بهما في مجال التسيير والتنفيذ. ووفق بعض التسريبات فإن جمعة قد يكون اختار رجل الأعمال اليهودي التونسي « روني الطرابلسي» ليكلفه بالإشراف على وزارة السياحة، وهو نجل زعيم الطائفة اليهودية» بيريز الطرابلسي» الذي يقيم بين تونسوفرنسا حيث يملك شركة سياحة وأسفار . ويعود آخر تعيين ليهود تونسيين في المناصب الوزارية في تونس إلى عهد الرئيس الأول ومؤسس الجمهورية الحبيب بورقيبة حيث عين هذا الأخير في أول حكومة له بعد الاستقلال كلا من «البير بسيس» و»اندري باروخ» كوزيرين. ويقر المؤرخون أن بداية تدهور وضعية اليهود التونسيين انطلقت منذ حرب الأيام الستة -1967- بين العرب وإسرائيل حيث تعرضت محلاتهم إلى النهب ومعابدهم إلى الحرق مما اضطر غالبيتهم إلى مغادرة البلاد إما إلى فرنسا أو إلى إسرائيل. وييش في تونس اليوم حوالي ثلاثة آلاف يهودي بين جزيرة جربة بأقصى الجنوب وتونس العاصمة في أمن وأمان ولكن ليس لديهم أي ممثل عن جاليتهم صلب المجلس التأسيسي.