تبتهج الساحة الشعبية بين وقت وآخر بميلاد بعض النجوم المبهرة في أفق الشعر والتي تجدد الدماء في المشهد الشعري من خلال ما تقدمه من طرح جيد ومميز يمنح للمتابع فرصة المتعة باطلاعه على نفس مميز مختلف عما عهده من أصوات، ليمكنه الاستمتاع بأكثر من لون، وعليه فإنه من الجميل للمبدع، بل من الواجب ان يكون متواجداً ومتواصلاً بشكل متزن مع جمهوره. ولكن من غير الجيد أن يتباعد الحضور ما بين نص ونص، وقد يصل عند البعض إلى مدد طويلة ولكلٍ أسبابه، وقد يبقى في ذاكرة المتلقي له بعض النصوص البارزة التي تركت اثراً جيداً حين نُشرت. أما البعض الآخر من الشعراء فإن تواجده قد يكون مزعجاً من خلال تكرار نشر القصيدة في أكثر من مكان والحرص غير المدروس على اللقاءات والحوارات والأمسيات والتواجد في كل مكان يمكن ان يحصل منه ولو على ضوء خافت يضر به أكثر مما ينفعه، وهنا يحرق المبدع نفسه بيده وان كان لديه شعر جيد يستحق التصفيق، وكلا الحالين من الاحتجاب الطويل والظهور المزعج قد يكونا سبباً لانطفائه.