أجدني في خضم منافسات دوري جميل أمام حزمة متعددة من الآراء من عدد من المتحدثين سواء عبر البرامج أو من خلال المطبوعات أو حتى قنوات التواصل الاجتماعي.. فئة لا تزال تعتقد بل وتصر على أن دوري هذا الموسم قوي!! وأخرى تستشهد بتطور كرتنا بمجرد منافسة فرق الوسط لاعتلاء مراكز متقدمة في سلم الترتيب!.. وبعيداً عن الدخول في النوايا وتفسيرها أو ترجمة المقاصد وتأويلها لديّ قناعة قد لا تعجب البعض خاصة ممن أشغل البرامج وملأ الفضاء ضجيجاً وصخباً لمجرد أن فريقه المفضل بات في الواجهة؛ لكني سأرضى من الغنيمة بالبعض الآخر بأن كرتنا لا زالت -مع الأسف- تنتظر مولد أكثر من نجم يعيد لها بريقها وعافيتها وبطولة غرب آسيا التي خرج منها منتخبنا للشباب بنقطة أمام فلسطين وخسارة مخجلة أمام قطر خير شاهد!!.. وبأن الدوري خاصة هذا الموسم يعتبر مقارنة بمواسم فارطة دون مستوى الطموحات بدلالة اقتصار المنافسة فيه على فريقين لا ثالث لهما ومنافسة فرق الوسط أو صاحبة الإمكانات الأقل على مراكزه المتقدمة برهان آخر بسبب غياب عدد من الفرق ذات الصولات والجولات والحضور عن المشهد مما ساهم في رفع سقف الطموح لدى هذه الفرق -مع احترامي لما قدمته وتقدمه- باعتبارها فرصة قد لا تكرر بعدما كان منتهى طموحها في السابق لا يتجاوز تحقيق أحد مقاعد المناطق الدافئة أو الآمنة وبالتالي ضمان البقاء ضمن كوكبة أندية الممتاز لموسم آخر!. - وإلا ما رأيكم لو أن الاتحاد بكامل عافيته ؟! - والأهلي لم ينشغل وتشغله تقليعات مدربه ؟! - والشباب لم تكبح رياح التحكيم (العوجاء) عنفوانه ؟! - بالإضافة إلى توهج النصر العائد وحضور الهلال المعتاد ألا يمكننا أن نشاهد «دوري» قوياً (بحق وحقيق) تتسع فيه دائرة الإثارة والمتعة والمنافسة على بطولته بين أكثر من فريقين لا كما هو حاصل الآن!!. - ومن زاوية أخرى يقفز السؤال: هل ستجد حينها فرق الوسط نفسها قادرة على احتلال مواقعها كما هي الآن؟.. أشك لدرجة اليقين في ذلك!. - وعلى أيّ حال بمثل ما هي فرصة لأندية الوسط في هذا الموسم باحتلال مراكز متقدمة في سلم الترتيب أراها شخصياً فرصة مواتية كذلك لفريق النصر المتوهج والعائد بقوة لمواصلة انتصاراته وعروضه وبالتالي تحقيق بطولة الدوري الذي أجزم أن واقعه لن يتكرر في مواسم قادمة وهذا لا يقلل أبدا من حجم جهود إدارة نادي النصر التي وفقت كثيراً خاصة في استقطاباتها من العناصر المحلية ولنجاح مدربه في توظيف واستثمار طاقات تلك العناصر.