تواجه أقسام الإعلام بالجامعات مشكلة حقيقية قد تهدد استمرارها، مشكلة التوافق والانسجام مع الإعلام الجديد الذي يعتمد على التقنية واستخدامات وتطبيقات الأجهزة الذكية التي بدأت تتطور بسرعة وتزيد من أعداد مستخدميها مما توسع معها قاعدة الإعلاميين ممن هم خارج دائرة الإعلام الأكاديمي، حيث يطلق عليهم: إعلام المواطن والشارع وجيل الثورة العلمية. الإعلام الجديد بدأ مع الثورة العلمية للاتصالات، من خلال التواصل الاجتماعي، لكنه شكل عصب الثورات في الربيع العربي، وفرض نفسه كأداء إعلامي جديد. نتيجة لذلك ضاعت هوية الإعلام مابين مجموعة تخصصات: الحاسب الآلي، الإعلام الأكاديمي، تخصصات الاجتماع، ويضاف لها دبلومات تقنية المعلومات، ونظم المعلومات، والمكتبات وأرشفة المعلومات وغيرها، وزاد في التعقيدات أن لا تعاون أكاديمي واضح مابين كليات الإعلام وبين كليات الحاسب الآلي وعلومه، فكلاهما محق بجانبه وتطبيقاته، الإعلام محق في مضمون المادة وإخراجها وتنفيذها، والحاسب الآلي محق في تطبيقات البرمجة والتقنية، لكن عدم تعاونها أدى إلى انعكاسات سلبية على أداء واستثمار الإعلام الجديد بالمملكة، هذا التباعد وعدم التعاون بين الإعلام والحاسب لم يمكن الإعلام الجديد من أن يتطور ويمنهج ضمن المقررات الدراسية في الجامعات السعودية ويفرز تطبيقات تجمع الفرعين، وبقي التطوير في إطار اجتهادات الجمهور والهواة بعيداً عن حقول الجامعات والأكاديميات. وسائل الإعلام النمطية والتقليدية المحلية التلفزيون والصحف هي الأخرى لم تحسن التعامل مع الإعلام الجديد وتستثمره بل نظرت إليه منافساً و ربما خصماً، في حين لو تعرفت عليه لتحول إلى داعم وأضاف لها إضافة جديدة ليطور من أدائها حتى تواكب رغبات الأجيال الصاعدة. من الناحية الأكاديمية نجد أن أقسام الإعلام بالجامعات لم تبحث بمستجدات الإعلام الجديد وإضافاته، وبالتالي استثماره من أجل التكامل مع أقسام الحاسب لتحقيق الجانب التكامي، وهذا ينطبق على أقسام الحاسب في استثمار الإعلام. ونخلص إلى أن: - مواد الإعلام التي تدرس الآن لم تستجب للإعلام الجديد فخسر الطلاب مهارة وتقنية وثقافة مهنية جديدة. - ضرورة تطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس للانتقال من الإعلام التقليدي إلى تقنيات وتطبيقات الحاسب من أجل خدمة الإعلام. - مراجعة الخطط والمقررات من حيث المحتوى وهذا يتطلب إرسال أعضاء هيئة تدريس الإعلام إلى الجامعات العالمية للتدرب والاطلاع على آخر تطبيقات الإعلام الجديد، وعقد شراكة بين أقسام المملكة والجامعات العالمية. - استقطاب أساتذة زائرين للتدريس في أقسام الإعلام وعقد دورات للعاملين في أكاديميات الداخل.