يُعتبر اختبار القياس والقدرات من الاختبارات المهمة التي تقيّم التعليم، وتقيس مدى قوته وجودته، والدول المتقدمة في التعليم قد جعلت من الأولويات إتمام الاختبار القياسي للطلاب، وذلك لتطوير الخطط الإستراتيجية لقطاع التعليم. إن اختبار القياس له أهمية قصوى في توضيح وتبين نقاط الضعف والقوة في تعليم الطلاب بشكل عام ولكن من وجهة نظري أرى أن هذا الاختبار لا بد أن يطوّر بشكل أكثر تكاملاً وبصورة إيجابية تعود على التعليم الوطني بالشيء المفيد والمرتقي. عندما يكون اختبار القياس التعليمي في مرحلة متأخرة مثل أن يكون بعد المرحلة الثانوية أو بعد الجامعية ستكون نتائجه غير مرضية لأغلب الطلاب، وذلك لأن الخلل من الممكن ألا يكمن في تلك المرحلة النهائية، ويكون الخلل في البدايات التعليمية ويتمنى هؤلاء الطلبة لو أنهم عرفوا إخفاقاتهم من الماضي وأنهم تمكنوا من تطوير مهاراتهم للأفضل. تطوير اختبار القياس سيرتقي بالتعليم إذا جعلنا هذا الاختبار في جميع المراحل التعليمية، فيكون اختباراً قياسياً للقدرات بعد المرحلة الابتدائية، واختباراً كذلك بعد المرحلة المتوسطة واختباراً قياسياً كسابقه بعد المرحلتين الجامعية والثانوية. إننا إذا تمكنا من قياس التعليم وحل الإشكالية والخطأ ومعالجته في البداية أفضل بكثير من قياسه في مرحلة متقدمة، وجعل هذا الاختبار القياسي المتأخر شيئاً مرعباً وإقصائياً كما يراه أغلب الطلاب. إننا في الوقت القادم - إن شاء الله - مقبلون على تطور عالمي من الناحية التعليمية، وإذا أردنا أن نواكب الركب المتقدم وننتج العلم، فعلينا أن نساهم في قياس تعليمنا من أول مرحلة حتى آخر مرحلة حتى نتعرف على العديد من الأمور ومنها جودة التعليم لدينا، والتحقق من توصيل المادة العلمية بالشكل الصحيح من قِبل المعلمين، والنقطة الأهم قياس مدى تلقي واستيعاب الطالب للمواد التعليمية والقدرة على الإبداع والبحث والثقة بالنفس. نقطة مهمة للإضافة، وهي أن الرسوم التي يتوجب على الطلاب دفعها لكي يتمكنوا من الاختبار القياسي بها نوع من المبالغة لأن ظروف هؤلاء الطلاب ليست متساوية، فالأفضل أن يكون هناك عقدٌ حكومي مناسب يُخصص من ميزانية التعليم لمركز اختبار القياس الوطني، وذلك لأن هذا القياس الشامل للتعليم مهم، وفي صالح الجميع وسيعود بالرقي للمواطن والوطن. إشراقة: قياس التعليم في بدايته وتطويره أفضل بكثير من قياسه في نهايته، والتذمر من واقعه.