منذ أمد بعيد والدوري السعودي للفرق الممتازة بمختلف المسميات التي مر بها على طوال تاريخ هذه المسابقة ونحن نشهد منافسة شرسة على مقاعد المقدمة فتلحظ ثمت قتال وصراع حول لعبة الكراسي بحثًا عن البطولة كما أننا نشهد تضارب وتقاطع نحو خطف طوق النجاة والهرب من هاوية السقوط نحو دوري سمي بالمظالم لقلة الأضواء وانحسار الشهرة .. ففي السابق هناك عددٍ من الفرق ممن سميت بالنخبة وعرفت بأنها فرق للمقدمة لا ترضى بالمزاحمة ولا تقبل بالمضايقة من فرق كانت تعرف بأنها فرق المؤخرة أو حتى بتلك التي تقبع في الوسط وتهوى البقاء في المناطق الدافئة .. فكانت فرق المقدمة عندما تلاعب تلك التي في المؤخرة فإن النتائج كانت محسومة مسبقًا ومعروفة قبل صافرة بداية تلك المواجهات نظرًا للفوارق الفنية والمالية الكبيرة إذ إن هناك بون شاسع بين أندية قتالها لأجل انتزاع اللقب وأخرى طموحها لا يتجاوز البقاء في دوري كان يسمى بدوري الكبار كانت الإثارة والمتعة حاضرة بمستويات فنية بديعة خاصة عندما تلتقي فرق الصف الأول .. في وقت كنا نتابع دوري الدرجة ونشهد مستويات فنية متقاربة وقدرات مالية متساوية بين كافة فرق أندية تلك المسابقة وتلحظ لعبة كراسي دائمة ومستمرة وسط إثارة غريبة ففي أحيان كثيرة تنشد جميع الفرق الصعود وفي ذات الوقت هي ليست في مأمن من الهبوط!!. الهلال ثابت والنصر عائد اليوم انقلبت الموازين وتغيرت المفاهيم لاسيما في الدوري الممتاز فلم نشهد متعة وإثارة وانحصر تنافس القمة حتى الآن على فريقان فالنصر صاحب المركز الأول العائد بعد سنوات الضياع بالبعد عن البطولات ينافس الهلال الفريق الذي لم يتغيب يومًا عن منصات التتويج ولم يفتقد لمعة الذهب هذا الفريق الذي ظل صامدًا في ظل تغير مستمر للمنافسين .. فالهلال والنصر هما وحدهما المغردان خارج السرب أما البقية فهم يتنافسون على بقية المراكز باستثناء فريق النهضة الذي يقبع في ذيل القائمة.. حيث إن الفارق النقطي بين صاحب المركز الثالث والثالث عشر فقط تسع نقاط كما أن الثامن لا يفصله عن التربع بالمرتبة الثالثة سوى أربع نقاط. تبدد الخوف وزاد الأمل شهدت الجولات الماضية حركة دؤوبة في لعبة الكراسي بين فرق المسابقة الأحد عشر فريقًا فهناك تبادل وتقاطع وتزاحم في مقاعد سلم ترتيب فرق الدوري مما زاد طموح وآمال فرق كانت التطلعات لدى أنصارها ومحبيها التشبث في أمل البقاء إذ إن الهمم أصبحت عالية فبات مشجعي كثير من الأندية تطالب بمراكز أكثر تقدمًا حتى أن منهم من وعد باقتحام الأربعة الكبار فيما نادى آخر بالتمثيل الآسيوي!! بين هذا وذاك وعندما تتحدث لغة الأرقام نخلص بالقول إن الجميع مهيأ للثالث في وقت صعب تتكهن بمن سيهبط؟!!. جملة من الأسئلة باتت تفرض نفسها في هذا الوقت ومع هذه الأحداث الغريبة والمشهد العجيب.. هل نقول إن نظام الاحتراف قد طور الفرق السعودية؟ حتى أنها صارت متقاربة ومتنافسة في المستويات وما يحدث الآن نتاج ذلك التطور.. أم أن المسابقة قد هوت وباتت ضعيفة؟ إن كانت الأولى فذلك رائع ومن دواعي الفرحة والسرور وإن كانت الأخرى فتلك الحرقة والحسرة مما يعني أن ذلك سينعكس سلبًا على المنتخبات السعودية.