حسناً فعلت إدارة الشباب وهي تغلق موضوع انتقال اللاعب حسن معاذ، بل كان ضرورياً وضرورياً جداً معاقبة اللاعب على تصريحه الأخير الذي أفصح فيه علانيةً برغبته بالرحيل دون أي احترام للكيان أو العقد المبرم بينه وبين النادي، وهو ما اعتبر إساءة كبيرة لا يمكنه تبريرها تحت أي ظرف ومهما كان السبب. فاللاعب فضلاً عن ما ارتكبه من تجاوز تجاه الكيان، قام أيضاً - وهو يعلن عن رغبته بالرحيل بخرق لائحة النادي وكذلك لائحة الاحتراف المحلية في الاتحاد السعودي ، إضافة إلى تعديه على أنظمة الاحتراف الدولية التي تنص على احترام العقود من كلا الطرفين، وهو ما يؤكد للأسف عدم احترافية اللاعب كما هو أغلب اللاعبين وجهلهم بالأنظمة وما يترتب على ذلك من عقوبات. عموماً لا أبالغ لو قلت أن قرار معاقبة اللاعب وتحويله للتدريبات الانفرادية هو أحد أهم القرارات التي اُتخذت بعهد إدارة الأستاذ خالد البلطان وهو بظني لا يقل بأي حالٍ من الأحوال عن تصريحه الشهير: من فاوض لاعباً من الشباب فاوضت فريقه بأكمله، نعم فهذا القرار ليس مجرد عقوبة للاعب أخطأ وحسب، بل هو إعلان صريح وواضح إلى أن رغبة الأشخاص لا يمكن أن تسمو فوق مصلحة الكيان، ولكم أن تتخيلوا كيف سيكون الوضع لو تم مكافأة اللاعب على تصريحه بالسماح له بالانتقال، حتماً سنرى ذات الصنيع من لاعبين آخرين ممن يبدون رغبتهم بالرحيل متى لاحت بارقة إغراء مادي، ووقتها لن نستغرب لو انفرط عقد الفريق بأكمله. أخيراً، همسة بأذن اللاعب حسن معاذ، فكل لاعب يمكن أن يخطئ لكن الذكي هو من يستفيد من خطأه ، بدلاً من أن يكابر فيخسر أكثر، فاللاعب مهما كانت قيمته إن لم يشارك مع ناديه فسوف يؤثر ذلك على مستواه وبالتالي فهو المحتاج للنادي لا العكس، وذلك للمحافظة على نجوميته وبالتالي قيمته المادية، لذا الكرة الآن في مرماك. يمكن أن تختار ذات الطريق الذي سلكه اللاعب خالد عزيز مع نادي الهلال حيث لم يستفد من عقوبته بعد سلسلة تجاوزاته ، بل واصل لا انضباطه مما ترتب عليه خسارته الفنية والمادية الكبيرة إلى أن وصل به الحال إلى أن يلعب بالحواري بعد أن كان عقده يساوي الملايين ونجوميته يُشار إليها بالبنان. وإما أن تختار طريقة الناضجين الذي يعون الدروس ويستفيدوا منها، كما فعل لاعب ليفربول سواريز بداية هذا الموسم، فعندما حاول لي ذراع إدارة ناديه بسبب العرض المادي الذي جاءه من الأرسنال، تم إبعاده عن التدريبات الجماعية، ليُعيد اللاعب حساباته من جديد ويعود عن خطأه فيعتذر من المدرب واللاعبين، ليسمح له بالمشاركة في التدربيات، حتى أصبح الآن المهاجم الأول ليس فقط في الدوري الإنجليزي بل في أوروبا، ليتصدر الهدافين فيكافئوه ناديه بعقد طويل الأجل بميزات أعلى وليمنح بعدئذ الكابتنية، وليكون نجم الفريق الأول. الخيار الأول والأخير لك يا حسن معاذ، فإما أن تختار الطريق الأول وهو ما سيقذف بك بعيداً عن المجد والشهرة ويقصيك عن عالم النجومية، وإما أن تستفيد كما هو في مثال سواريز من خطأك وحتماً ستعود أقوى وأكثر تميزاً مما كنت فإمكاناتك لا أحد يمكنه أن يشكك بها، الخطوة التالية والأهم ربما في مسيرتك كلها، لديك يا حسن لا أحد غيرك، فماذا أنت فاعل؟! من هنا وهناك - تفاجأت يوم السبت الماضي وأنا أتابع بطولة غرب أسيا بالحكم مرعي العواجي وهو يدير لقاء العراق بالبحرين في البطولة، وعندها أيقنت تماماً سبب تخلف التحكيم لدينا وكوارثه اللا منتهية بقيادة عمر المهنا، فعندما يكون لديك حكم يرتكب كل تلك الكوارث في لقاء الشباب بالنصر ثم تكافؤه بالمشاركة الخارجية، فأنت بالتأكيد تقول لحكامك: أخطئوا كيفما تريدون وليشرب المتضرر من البحر. - مع زحمة البرامج الرياضية المختلفة التي تقتات على الإثارة من مشكلات الأندية وتعمل على إشعالها لتكسب المزيد من المشاهدة، مع كل هذه الزحمة اكتشفنا أنه حتى تلك البرامج التي تتدعي المهنية والحياد تسقط هي الأخرى في فخ الميول عندما تحتدم المنافسة، فيتم السكوت عن الفريق المفضل في حين يتم صب الزيت على النار للفريق المنافس، ولعل عقد محمد السهلاوي وعدم الخوض في تفاصيله أو مناقشته في تلك البرامج هو أحد شواهد ذلك الانبطاح العاطفي. - من أطرف ما قرأت هذا الأسبوع، تغريدة للإعلامي الأستاذ محمد الغامدي، حيث يقول لا فض فوه: (لماذا يتم إيقاف حسن معاذ الآن وهو الذي سبق أن أطلق عدة تصريحات حادة تجاه ناديه؟) ثم يكمل تغريدته فيعززها بإجابة عن السؤال الذي طرحه وهي الإجابة التي لم ولن يصل إليها أحد مهما أعيته الحيلة وأرهقه التفكير حيث يضيف: (الجواب: دخول الأهلي بعرض أكبر هو السبب.. أين مصلحة الشباب؟) ، وبعيداً عن مصلحة الشباب التي أشك بأنها تهم الكاتب إلا أني بصراحة لم أجد تعليقاً - بعد الابتسامة - على ما قال سوى: لا تعليق!. آخر المطاف: بهذا المدرب المتواضع وبلا مدافع ومحور ومهاجم، أشك بأن الشباب سيذهب بعيداً هذا الموسم، فترة الانتقالات الشتوية هي طوق النجاة لرتق الثقوب ومعالجة العيوب، فإن لم تتحرك الإدارة الشبابية في كل الاتجاهات باستقطابات محلية وأجنبية، فأعتقد أنه يستحيل أن تدق طبول الفرح في القبيلة الشبابية هذا العام.