السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فتعقيباً على ما نُشر في صحيفة الجزيرة في العدد 15063 من مقال للكاتبة سمر المقرن حول تعليم البناء، وما سيق في المقال من مختلف الأطروحات الهادفة والبناءة، وما هو غير واقعي ومبالغ فيه. أود التعقيب شاكراً للكاتبة اهتمامها بقضية التعليم وما يستكن فيها من قضايا ومسائل، وكان بودي لو أن الكاتبة مع قدوم الوزير الجديد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل - حفظه الله- استفتحت بالدعاء للأمير بالتوفيق والإعانة على هذه الأمانة الثقيلة، ولكن أن تستفتح المقال بالقول (هذا القطاع الذي تجذَّر فيه الفساد الفكري)، فإننا نتساءل عن من هم المفسدون في القطاع، وكيف تعلمت ودرست وتخرجت الكاتبة في ظل قطاع تجذّر فيه الفساد؟ دعونا لا نبالغ في تضخيم ما يستهوينا وما نحب، ونكون منطقيين وموضوعيين عندما نريد إيصال فكرة أو رأي. ورد في المقال (ممارسة الإيذاء النفسي تجاه الفتيات الصغيرات في مرحلة الابتدائية من خلال ارتدائهن عباءات طويلة وفضفاضة)! إذا كان الحجاب إيذاءً نفسياً للنشء فالله المستعان، ومن أمر الطالبات أن يلبسن العباءات في المدارس، وهل كل من ارتدى عباءة من الطالبات معرض للدهس؟! ورد في المقال القول (يحتاج النشء إلى الدراسة الفلسفية ومعرفة أبرز فلاسفة الدول العربية والغربية)، لماذا الفلاسفة هم من يوجهنا لحل مشكلاتنا وصياغة أفكارنا الاجتماعية، ولماذا ونحن نملك أعظم معلم وقدوة عليه أفضل الصلاة والسلام ونزخر بكم هائل من العلماء ورجالات الفكر والأدب؟! وعلى جانب آخر طرح في المقال العديد من الأطروحات البناءة والتي آن لها أن ترى النور وتفعل، ومنها: تعليم ما قبل المرحلة الابتدائية، وإيجاد دور حضانة في كل مدرسة وقطاع نسوي تعليمي، ويمكن إضافة وسائل تعليمية جديدة وحديثة توازي التسارع في التعليم، وجمع المواد الدراسية والمقررات والمناهج في أجهزة لوحية نظير الأوزان الثقيلة للكتب الحالية، وتفعيل الدور الأمني في مدارس البنين والدور التربوي والأخلاقي بين الطالبات وما يظهر من مظاهر غير أخلاقية بين الطالبات وحتى طلاب المدارس. حفظ الله هذه البلاد ودينها ومليكها وشعبها من كل مكروه.. والله الموفق.