ومضة: على الإنسان الاجتهاد والكفاح كي يهبه الخالق التيسير والنجاح.. «هوميروس» إن بداخل كل فرد من البشر كنزاً من القدرات التي وضعها الله عز وجل بداخلنا، ولكن وبسبب عدم إدراك الكثيرين لذلك الكنز، فإنهم يعيشون في دوامة من التحديات والصعوبات، فهم لا يدركون بأنهم أقوى وأفضل مما يفكرون - أي أنهم لا يدركون قيمتهم الحقيقية - فتراهم يختلقون الأعذار ويركنون إليها، مما يُؤثر عليهم سلباً وبشكل كبير، ويجعلهم يعتقدون جازمين بأنهم لن يتقدموا للأمام. من تلك الأعذار: الحالة النفسية، الحالة العائلية، الحالة الاجتماعية، الحالة المهنية، الحالة المادية، الخوف، العادات، العمر، الحالة الجسمانية، الحرص الشديد.. وغيرها من الأعذار التي قد أصبح مُختلقوها مرضى لها.. فهم اختاروا الأعذار، واستخدموها، وكرروها، وأصبحت عادة عندهم وجزءاً منهم، واعتقدوا بها، والنتيجة المتوقعة هي عدم النمو أو التقدم أو النجاح.. ويمضي الزمن ويتغير وهم قابعون في منطقة الراحة والأمان بسبب تلك الأعذار، ثم يصل بهم الحال إلى نقطة التحول أو الإدراك، فإما أن يتغيّروا ويحوّلوا ألمهم لقوة وقدرات، أو أن يستمروا في ألمهم وإحباطهم الذي سيُوصلهم بالتأكيد إلى الكآبة. فما هو حالك أنت؟ ألم يحن الوقت بعد لتعرف قدراتك اللا محدودة، وتستخدمها لتبني مستقبلاً رائعاً؟ ألم يحن الوقت بعد كي تغوص في أعماق نفسك البشرية وتكتشف روعتها؟ ألم يحن الوقت بعد لتسير في طريق النجاح والسعادة؟ وأنا هنا أقول لك: انفض عنك الغبار، أيقظ قدراتك، وأطلق المارد الموجود بداخلك بقوة ونشاط.. فعليك أولاً أن تدرك قدراتك اللا محدودة، فالإدراك هو الخطوة الأولى، وبداية التغيير والنمو. - اعرف من أنت وما هي قدراتك، وتقبَّل نفسك كما أنت الآن حتى تحبها وتقدّرها. - قرر، وبحسم أن تستخدم قدراتك وتتعامل معها لتعيش سعيداً وتترك بصمة في هذه الحياة. - يجب أن يكون ما تفعله موصلاً لما تريده، وذلك باختيار الأسلوب المناسب. - تحمَّل مسؤولية حياتك قهي بداية القوة الذاتية. - نظِّف الماضي، أي تعلَّم من تجاربك السابقة واستفد منها وحولها إلى مهارات. - رتّب الحاضر، أي رتّب أفكارك وأولوياتك، وحدّد ما الذي تريده أكثر حتى تصنع مستقبلك. - كن مستعداً للمستقبل وضع نفسك في حيز الفعل، وركّز على النتائج التي تريد تحقيقها، وتسلَّح بالمعرفة فالمعرفة قوة. - انوِ نية صافية بأن تستخدم قدراتك اللا محدودة، وتأخذ بكل الأسباب لتحقيق هدفك وبإخلاص تام. والآن.. وبعد أن أيقظت قدراتك، عليك أن تضع إستراتيجية متكاملة لتصنع بها مستقبلك، عليك أن تعمل وتنفذ. وأول شيء لا بد أن تفكر فيه هو الرؤية الواضحة، بمعنى أن تعرف ما الذي تريده بالتحديد، والغاية التي تهدف لها. - حفِّز الرغبة المشتعلة، وهي الوقود الجبار الذي يدفع الإنسان إلى الفعل، وما يشعلها هو الأسباب التي تعطيها لنفسك، والتي من أجلها تريد تحقيق الرؤية. - قوِ وادعم اعتقادك الذاتي بقدرتك على تحقيق رؤيتك. - في كل يوم عليك أن تنظر إلى صورتك التي رسمتها لنفسك داخلياً، لتسطع في ذاكرتك وتترسخ في عقلك الباطن، ومن ثم ستراها خارجياً.. بمعنى احرص على أن تكون لك صورة ذاتية واضحة وقوية. - ركِّز على أهدافك، فكل رؤية تنقسم إلى أهداف بسيطة، ولا تنس وضع البدائل. - تسلَّح بالشجاعة، وحارب الخوف بالحرص. - نفّذ وقيّم وعدّل وتعلّم، وهذا ما يُعرف بالتخطيط الإستراتيجي، بمعنى أن تضع أهدافك حيز الفعل وتقيّمها مباشرة وتعدّلها إذا احتاج الأمر وتتعلّم من تجاربك السابقة. - تسلَّح بالقوة الثلاثية (الالتزام - الإصرار - الانضباط) - لا تنس صفة المرونة، أي فكِّر بطريقة مختلفة إذا كانت الطريقة الحالية لا تُوصلك إلى الطريق الذي تريده. - تسلَّح بالقوة والصبر، فكل خطوة من خطواتك تحتاج لهما. وتأكد تماماً أنك وبعد أن تتقن فعل كل ما سبق، وبعد كل التعب، ستحقق - بإذن الله - ما سعيت له، وستحصد النجاح، فمن جدّ وجد، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.. فاشكر الله وردد الحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله، ولا تغفل عن مساعدة أكبر عدد من الناس بأن تعطيهم أفكارك وخبراتك، وكن دائماً كريماً.