بعد أسبوع من الآن يبدأ موسم صيد (الأرانب البرية)، الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية مشكورة، قصرت الصيد باستخدام (الكلاب أو الصقور) فقط، ومنعت استخدام الأسلحة النارية!. لا أعرف لماذا أشعر أن بيني وبين (القنص) وقفة نفس؟!. ربما لتوفر جميع (لحوم) هذه الأرانب والطيور والغزلان..الخ في الأسواق وبأسعار معقولة ، خصوصاً إذا ما حسبنا (عناء) البحث عنها وتعقبها في الصحاري والجبال والقفار، وإطلاق (السلوقي) خلف الفريسة على طريقة (شحوه.. شحوه)، أوهد الطير مع صرخات (فلاح.. فلاح)!. كل هذا من أجل الحصول على (أرنب)؟!. أحترم هذه الهواية التي تعلم صاحبها الصبر، و تحمل المشقة في سبيل قنص (أرنب)، لكن (وقفة النفس) ربما بسبب أن هناك من (أصحاب الأرانب)، من يحرص في كل سنة على صرف (أرنب)، من أجل الظفر (بعدة أرانب)؟!. وحتى لا نضيع مع كثرة (الأرانب) في المقال، يستحسن أن نوضح كم أن لغتنا العربية عميقة وغنية بالمعاني والمفردات مهما اختلفت اللهجات؟!. فمثلاً في الخليج يقال عن الكذبة (أرنب)، ومن ذلك مقولة (حد الأرنب، رد الأرنب) ليس لصيدها أو الإمساك بها، بل تعبيراً عن عدم تصديق أو مبالغة (المتحدث)!. كما أن أهلنا في مصر يطلقون على مبلغ المليون (أرنب)، ومن ذلك طلب (أرنب كامل) لإنهاء معاملة أو رشوة، أو لتمرير أمر ما، كما هو واضح في المسلسلات وخلافها!. وبالتأكيد المعنى الأخير هو (للأرنب الحقيقي) بشحمه ولحمه وعظمه!. من زمان أفكر في (تربية الأرانب) التي تتكاثر (بشكل كبير وسريع)، من أجل تقديم خدمات مساندة لمن يريد (القنص) من أصحاب (الأرانب)، بنشر (أرانبنا) لتتمكن طيورهم من صيدها بسهولة؟!. لكن مشهد (سداح الشهير) علق في ذهني عندما كانت الدراما لدينا (بريئة)، وخالية من الكوليسترول والغمزات واللمزات وهمزات الشياطين، حينها برر الفنان الجميل راشد الشمراني أن طيره الذي أطلقه للصيد (يجمع أجنحته في السماء) منتقداً من معه بقوله (يا ورعان وش عرفكم بعلوم الطيور، هذا سداح يجمع يجمع.. بعدين يعود) !. هنيئاً لأصحاب (الأرانب) بدء موسم الصيد !. وعلى دروب الخير نلتقي.